كتاب كشف اللثام شرح عمدة الأحكام (اسم الجزء: 4)

فإن المراد بذلك: ليلة القدر عند ابن عباس.
قال الحافظ ابن الجوزي: وعليه المفسرون؛ لقوله: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (١)} [القدر: ١]، وما روي عن عِكْرِمَةَ وغيره: أنها ليلة النصف من شعبان، ضعيف (١).
وقيل: سميت ليلة القدر؛ لعظم قدرها عند اللَّه.
وقيل: القدر بمعنى الضيق؛ لضيق الأرض عن الملائكة التي تنزل فيها، فروى الإمام أحمد عن أبي هريرة مرفوعًا: "أن الملائكةَ تلكَ الليلةَ أكثرُ من عددِ الحصى" (٢).
قال في "الفروع": ليلةُ القدر شريفة معظَّمة.
زاد في "المستوعب" وغيرهِ: والدعاءُ فيها مستجاب (٣).
قيل: سورتُها مكية. قال الماوردي: هو قول الأكثرين، وقيل: مدنية. قال الثعلبي: هو قول الأكثرين.
قال: ولم ترفع، وفاقًا؛ للأخبار بطلبها وقيامها.
وعن بعض العلماء: أنها وقعت، وحكي رواية عن أبي حنيفة (٤).
وذكر الحافظ في هذا الباب ثلاثة أحاديث:
* * *
---------------
(١) انظر: "زاد المسير" لابن الجوزي (٧/ ٣٣٦ - ٣٣٧).
(٢) رواه الإمام أحمد في "المسند" (٢/ ٥١٩)، والطيالسي في "مسنده" (٢٥٤٥)، وابن خزيمة في "صحيحه" (٢١٩٤).
(٣) انظر: "المستوعب" للسامري (٣/ ٤٤٧).
(٤) انظر: "الفروع" لابن مفلح (٣/ ١٠٤ - ١٠٥).

الصفحة 27