كتاب كشف اللثام شرح عمدة الأحكام (اسم الجزء: 4)

وقد روى حديثَ بريرة: عائشةُ، وابن عباس (١)، وابن عمر (٢) - رضي الله عنهم -، وربما ترويه هي، كما أخرجه النسائي (٣)، وليس لها في الكتب إلا هو، نعم ذكر السهيلي (٤) عن عبد الملك بن مروان، قال: كنت أجالس بريرةَ قبل أن أليَ هذا الأمرَ، فتقول في: يا عبدَ الملك! إن فيك خصالًا خليقةً بهذا الأمر، فإن وليت هذا، فاتق الله في الدماء، فإني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن الرجل لَيَحالُ بينه وبين الجنة بعد أن ينظر إليها بِمحْجَم دمٍ أراقها من مسلم في غير حق" (٥).
وهي أول مكاتَبَة في الإسلام، وأول مكاتَب في الإسلام: سلمانُ الفارسي - رضي لله عنه -، وقيل: أول من كوتب: عبدٌ لعمرَ بن الخطاب.
قال البرماوي: ولم أقف لبريرة على وفاةٍ، ولا عُمْرٍ، ولا نسب، إلا ما وقع في "تهذيب الأسماء واللغات" للنووي: أنها بنت صفوان، ولعله وهم من الناسخ الذي كتب من خط الشيخ من حيث إن بعدها ترجمة بُسرة بنت صفوان، فانتقل نظره، أو نحو ذلك، انتهى (٦).
---------------
(١) رواه البخاري (٤٩٧٩)، كتاب: الطلاق، باب: شفاعة النبي - صلى الله عليه وسلم - في زوج بريرة.
(٢) رواه البخاري (٢٠٤٨)، كتاب: البيوع، باب: البيع والشراء مع النساء.
(٣) رواه النسائي في "السنن الكبرى" (٥٠١٧).
(٤) انظر: "الروض الأنف" للسهيلي (٤/ ٢٥).
(٥) رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (٢٤/ ٢٠٥)، وفي "مسند الشاميين" (١٢١٤).
(٦) وانظر ترجمتها في: "الطبقات الكبرى" لابن سعد (٨/ ٢٥٦)، و"الثقات" لابن حبان (٣/ ٣٨)، و"الاستيعاب" لابن عبد البر (٤/ ١٧٩٥)، و"أسد الغابة" لابن الأثير (٧/ ٣٧)، و"تهذيب الأسماء واللغات" للنووي (٢/ ٦٠٠)، و"تهذيب الكمال" للمزي (٣٥/ ١٣٦)، و"سير أعلام النبلاء" للذهبي (٢/ ٢٩٧)، و"الإصابة في تمييز الصحابة" لابن حجر (٧/ ٥٣٥)، و"تهذيب التهذيب" له أيضًا (١٢/ ٤٣٢).

الصفحة 575