كتاب كشف اللثام شرح عمدة الأحكام (اسم الجزء: 4)

وقال: إنما هذا من حديث أنس: خرج رجلان من عند النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- في ليلة مظلمة، ومعهما مثل المصباحين، الحديث (١).
قال ابن بشكوال (٢): هما أُسيد بن حضير، وعباد بن بشر، كذا في النسائي، و"مسند الطيالسي" (٣)، وغيرهما، فهذا هو المعروف.
وأما أن يفسر بهما الرجلان في حديث صفية، فلا يساعد عليه نقل.
وأُسَيْدُ بنُ حُضَيْرٍ -بضم أولهما-، وعَبَّادٌ -بفتح العين والتشديد-، (فلما رأيا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، أسرعا) في مشيهما، وفي رواية: فنظرا إلى النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، ثم أجازا (٤).
وفي رواية: فنظر، فلما رأياه، استحييا، فرجعا (٥).
وفي رواية: فسلَّما على النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- (٦)، (فقال) لهما (النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: على رِسْلِكِما) -بكسر الراء وسكون السين المهملة-؛ أي: على هينتكما، فليس شيء تكرهانه (٧).
(إنها)، وفي لفظ: إنما هي (٨) (صفيةُ بنتُ حُيي) بنِ أخطبَ، (فقالا)؛ أي: الرجلان: (سبحان اللَّه يا رسول اللَّه!)؛ أي: تنزه اللَّه عن أن يكون
---------------
(١) رواه البخاري (٤٥٣)، كتاب: القبلة، باب: إدخال البعير في المسجد للعلة.
(٢) انظر: "غوامض الأسماء المبهمة" لابن بشكوال (١/ ٧٤).
(٣) رواه الطيالسي في "مسنده" (٢٠٣٥)، والنسائي في "السنن الكبرى" (٨٢٤٥).
(٤) تقدم تخريجه عند البخاري برقم (١٩٣٣).
(٥) رواه أبو يعلى في "مسنده" (٧١٢١)، وابن حبان في "صحيحه" (٤٤٩٦).
(٦) تقدم تخريجه عند البخاري برقم (١٩٣٠، ٢٩٣٤، ٥٨٦٥).
(٧) انظر: "إرشاد الساري" للقسطلاني (٣/ ٤٤٣).
(٨) تقدم تخريجه عند البخاري برقم (١٩٣٠، ٥٨٦٥، ٦٧٥٠).

الصفحة 74