وعن أبي مسهر أنه قال: نحن أعلم هو بينا فلسطين (¬1).
ويروى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - حاصر أهل الطائف، ونصب عليهم المنجنيق (¬2)، وأن عمرو بن العاص نصب المنجنيق على أهل الإسكندرية (¬3)، وأنهم كانوا يرمون قيسارية كل يوم بستين منجنيقًا في زمن عمر رضي الله عنه حتى فتحها الله على يدي معاوية وعبد الله بن عمرو (¬4)، وما روي أن أبا بكر رضي الله عنه قال: لا تقطعوا شجرًا مثمرًا (¬5).
فقد قيل: ليس سبب النهي حرمة القطع والتحريق والتخريب، ولكنه كان قد سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يخبر أن بلاد الشام تفتح على المسلمين فأراد استبقاء الأشجار لهم.
الأصل
[1485] أبنا الربيع، أبنا الشافعي، أبنا مالك، عن ابن شهاب، عن عطاء بن يزيد الليثي، عن عبيد الله بن عدي بن الخيار؛ أن رجلًا سارّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلم ندر ما سارّه به حتى جهر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإذا هو يستأمره في قتل رجل من المنافقين.
¬__________
(¬1) رواه أبو داود (2617).
(¬2) رواه البخاري (4325)، ومسلم (1778) من حديث عبد الله بن عمرو: "أنه حاصر أهل الطائف .. " وليس فيه نصب المنجنيق.
وأما نصب المجانيق؛ فقد رواه أبو داود في "مراسيله" (335، 336) عن مكحول، وعن يحيى بن أبي كثير قصة الحصار فقط، وفيه أن الأوزاعي قال ليحيى: أبلغك أنه رماهم بالمجانيق فأنكر ذلك، قال: ما يعرف هذا.
وقال الحافظ في "البلوغ" (1/ 270): ووصلها العقيلي بإسناد ضعيف عن علي.
(¬3) رواه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" "زوائد الهيثمي" (666).
(¬4) رواه البيهقي (9/ 84).
(¬5) رواه مالك (2/ 447 رقم 965).