كتاب شرح مسند الشافعي (اسم الجزء: 4)

عمر؛ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث سرية فيها عبد الله بن عمر قبل نجد فغنموا إبلًا كثيرة، فكانت سهمانهم اثني عشر بعيرًا أو أحد عشر [بعيرًا] (¬1) ثم نفلوا بعيرًا بعيرًا (¬2).

الشرح
أخرج البخاري (¬3) الحديث عن عبد الله بن يوسف، ومسلم (¬4) عن يحيى بن يحيى، بروايتهما عن مالك.
والسهمان: جمع سهم وهو النصيب.
ونفله أي: غنمه، والأنفال: الغنائم والعطايا، الواحد: نفل، وأصله: الزيادة، ومنه نافلة الصلاة وهي الزيادة على الفرائض، وسميت الغنائم أنفالًا؛ لأن الله تعالى زادها لهم فيما أحل مما حرم على غيرهم.
وذكر الشافعي في "الأم" (¬5) أن الأنفال على ثلاثة أوجه:
أحدها: السلب وهو زائد على سهم الغنيمة.
والثاني: ما تدعو الحاجة إليه، وذلك بأن يكثر العدو وتشتدّ شوكتهم فيحتاج إلى استمالة الناس، أو يتعاطى بعض الغازين فعلًا (مخطرًا) (¬6) فيحتاج إلى تخصصه بمزيد (¬7) المعروف والحالة هذِه تكون من خمس الخمس.
قال الشافعي: وحديث ابن عمر يشعر بأنه أعطاهم ما أصابهم من
¬__________
(¬1) في "الأصل": بعير. والمثبت من "المسند".
(¬2) "المسند" ص (323).
(¬3) "صحيح البخاري" (3134).
(¬4) "صحيح مسلم" (1749/ 35).
(¬5) "الأم" (4/ 142 - 144) بتصرف.
(¬6) كذا في "الأصل".
(¬7) زاد في "الأصل": و. زائدة.

الصفحة 123