كتاب شرح مسند الشافعي (اسم الجزء: 4)

الجب والجف واحد، وقيل: جبها: جوفها، ومنه: جب البئر وهو جرابها من أعلاها إلى أسفلها.
وقوله: "في مشط ومشاقة" كذا هو في هذه الرواية، وفي غيرها: "ومشاطة"، والمشاطة: ما ينفصل من الرأس واللحية عند التسريح بالمشط، والمشاقة: ما يمشي من الكتان، وقيل: هما سواء.
وقوله: "تحت رعونة أو رعوفة -شك ربيع" الأشهر والأظهر في روايات الحديث: "تحت راعوفة" وفي تفسيرها أقوال:
قيل: هي صخرة في قعر البئر تترك ناتئة عند الحفر ليقف عليها من ينقي البئر.
وقيل: حجر لا يمكن قطعه لصلابته فيبقى في بعض البئر ناتئًا.
وقيل: حجر على رأس البئر يستقي عليه المستقي.
وقيل: حجر في طيَّها بارز يقف عليه المستقي والناظر، وقد يقال للراعوفة: راعوثة بالثاء أيضًا، وروي بعض روايات البخاري "رعوفة" ولم يقيد ما شك فيه الربيع والأشبه بما ذكرنا ويصوره الخط أن شكه في رعوثة ورعوفة. والله أعلم.
وقوله: "في بئر ذروان" كذا هي في هذِه الرواية، ويروى "بئر أوان" (¬1)، ويروى: "بئر ذي أروان" وعن الأصمعي أنه الصواب (¬2)، وهي بئر كانت معروفة بالمدينة في بني زريق.
¬__________
(¬1) كذا في الأصل، وفي "الفتح": ووقع عند الأصيلي فيما حكاه عياض: "في بئر ذي أوان" بغير راء، قال عياض: وهو وهم فإن هذا موضع آخر على ساعة من المدينة.
(¬2) قال النووي في "شرح مسلم": وكلاهما صحيح (أي: ذروان، وأروان) والأول أصح وأجود (أي: أروان).
ونقل قول الأصمعي بصحته ونقله أيضًا عن ابن قتيبة.

الصفحة 334