كتاب شرح مسند الشافعي (اسم الجزء: 4)

على أنها كانت تعرف أيام حيضها ستًّا أو سبعًا فلذلك قال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما قال (¬1). فيقال: أن أبا العباس حسب أن ما بعد هذِه الكلمة من كلام الشافعي أيضًا ولم ينقله في "المسند"، وحكى أبو عيسى الترمذي عن أحمد بن حنبل أنه حكم بصحة الحديث، وعن البخاري (¬2) أنه قال: هو حديث حسن إلا أن إبراهيم بن محمَّد بن طلحة قديم فلا أدري أسمع منه عبد الله بن محمَّد بن عقيل أم لا؟.
وقوله: "يا هنتاه" أي: يا هذِه وقد [تسكن منه] (¬3) النون وهي كلمة يكنى بها عن الشيء، يقال للمذكر: هن، وللمؤنث هنة.
وقوله: "أنعت لك الكرسف" [أي: أصفه] (¬4) لك لتستعمليه وتدفعي به الدم، والكرسف: القطن.
وقوله: "تلجمي" أي: شدي عليك اللجام وهو ما تشده الحائض عليها، وذكر أن اللجام فارسي معرب.
والثج: الصب، أي: أصب صبًّا.
وقوله: "إنما هي ركضة من ركضات الشيطان" قال أبو سليمان الخطابي: أراد أن الشيطان قد لبَّس عليها أمر دينها في صلاتها وصيامها وكأنه ركضها، وأصل الركض: الضرب بالرجل والإصابة بها وذلك سبب الإضرار والإفساد.
واختلفوا في أن حمنة كانت معتادة أو مبتدأة فقال: ما يكون (¬5) كانت معتادة.
¬__________
(¬1) "الأم" (1/ 60).
(¬2) "علل الترمذي" (1/ 58).
(¬3) قطع في "الأصل". والمثبت أشبه بالرسم.
(¬4) قطع في "الأصل". والمثبت أشبه بالرسم.
(¬5) كذا في "الأصل" والمقصود: أن بعضهم قال: أنها كانت معتادة والله أعلم.

الصفحة 74