كتاب المسبوك على منحة السلوك في شرح تحفة الملوك (اسم الجزء: 4)

وفريسة السَّبع، والذئب، إذا ذبحت وفيها حياة مثل حياة المذبوح حلت.
منحة السلوك

وفريسة السبع: هي التي خرقها مثل الأسد، والنمر، والضبع، والذئب ونحوها.
فإذا ذبحت هذه المذكورات والحال أن فيها حياة، مثل حياة المذبوح حلت في ظاهر المذهب (¬١)؛ لقوله تعالى: {إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ} [المائدة: ٣].
وعن أبي حنيفة: أنها إنما تحل إذا كانت بحالٍ تعيش يومًا لولا الذكاة؛ لأنها إذا كانت بحالٍ تموت سريعًا لا يدرى أنها ماتت بذبحه، أو بما أصابها، فدخل الشك (¬٢).
وعن أبي يوسف: أنها إذا كانت تعيش أكثر اليوم لولا الذكاة تؤكل، وإلا فلا، إقامة للأكثر مقام الكل (¬٣).
وعن محمدٍ: أنها إذا بقي من حياتها أكثر من حياة المقطوع أوداجه،
---------------
(¬١) وعند المالكية إن رجيت حياتها ذكيت وأكلت، وإن نفذت مقاتلها لم تؤكل، وإن يئس من حياتها ولم تنفذ مقاتلها فقيل: تذكى وتؤكل، وقيل: لا تذكى ولا تؤكل.
وعند الشافعية: متى كانت فيها حياة مستقرة، حل أكلها مع التذكية.
وعند الحنابلة: إن ذكاها وحياتها تمكن زيادتها على حركة مذبوح حلت، والاحتياط مع تحرك، ولو بيد، أو رجل. وما قطع حلقومه، أو أبينت حشوته، فوجود حياته كعدمها.
وسبب الخلاف هل قوله تعالى: {إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ} استثناء متصل، أو منقطع؟ فمن رآه متصلًا قال: تعمل الذكاة في هذه الأشياء، ومن رآه منقطعًا قال: لا تعمل الذكاة فيها؛ لأن المراد ما ذكيتم من غيرها.
تبيين الحقائق ٥/ ٢٩٧، بدائع الصنائع ٥/ ٥٠، البحر الرائق ٨/ ١٧١، جواهر الإكليل ١/ ٢١٦، الشرح الصغير ١/ ٣٢١، القوانين ص ١٢٢، المعونة ٢/ ٦٩٨، التفريع ١/ ٤٠٢، مغني المحتاج ٤/ ٢٧١، تحفة المحتاج ٩/ ٣١٩، الروض المربع ص ٤٨٩، شرح منتهى الإرادات ٣/ ٤٠٧، الإقناع للحجاوي ٦/ ٢٠٧، الإفصاح ٢/ ٣١٠.
(¬٢) تبيين الحقائق ٥/ ٢٩٧، بدائع الصنائع ٥/ ٥١.
(¬٣) تبيين الحقائق ٥/ ٢٩٧، بدائع الصنائع ٥/ ٥١.

الصفحة 101