كتاب المسبوك على منحة السلوك في شرح تحفة الملوك (اسم الجزء: 4)

وهو أفضل من نفل العبادة
منحة السلوك

القرابة اثنتان: صلة، وصدقةٌ" رواهما ابن ماجه (¬١).
قوله: وهو. أي: الكسب المستحب، أفضل من نفل العبادة.
لأن منفعة العبادة تخصُّه، ومنفعة الكسب تتعدى إلى غيره (¬٢)، وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: "خير الناس من ينفع الناس" (¬٣). وقال -صلى الله عليه وسلم-: "تباهت العبادات،
---------------
(¬١) رواه ابن ماجه ١/ ٥٩١ كتاب الزكاة، باب فضل الصدقة رقم ١٨٤٤ عن سلمان بن عامر الضبي قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "الصدقة على المسكين صدقة، وعلى ذي القرابة اثنتان: صدقة، وصلة"، ورواه أيضًا الطبراني ٦٢١١، وابن خزيمة ٤/ ٧٧ كتاب الصدقات، باب استحباب إيثار المرء بصدقة قرابته دون الأباعد رقم ٢٣٨٥، وأحمد ٤/ ١٧١ وابن حبان ٨/ ١٣٢، كتاب الزكاة، باب ذكر البيان بأن الصدقة على ذي الرحم تشتمل على الصلة والصدقة رقم ٣٣٤٤، والدارمي ١/ ٤٢٦، كتاب الزكاة، باب الصدقة على القرابة رقم ١٦٣٢، والنسائي ٥/ ٩٢، كتاب الزكاة، باب الصدقة على الأقارب رقم ٢٥٨٢، والحاكم ١/ ٤٠٧ وقال: إسناده صحيح ووافقه الذهبي، والبيهقي ٤/ ١٧٤، كتاب الزكاة، باب الاختيار في أن يؤثر بزكاة فطره وزكاة ماله ذوي رحمه، وأبو عبيد ٩١٥، والحميدي ٢/ ٣٦٢ رقم ٨٢٣، والترمذي ٣/ ٢٠، كتاب الزكاة، باب ما جاء في الصدقة على ذي القرابة رقم ٦٥٨. وقال: حديث حسن.
وفي الباب عن زينب الثقفية، زوجة ابن مسعود، عند البخاري ٢/ ٥٣٣، كتاب الزكاة، باب الزكاة على الزوج والأيتام في الحجر رقم ١٣٩٧ ومسلم ٢/ ٦٩٤، كتاب الزكاة، باب فضل النفقة والصدقة مع الأقربين والزوج والأولاد رقم ١٠٠٠ في خبر مطول وفيه: "لهما أجران: أجر القرابة، وأجر الصدقة".
(¬٢) قال محمد بن الحسن في كتاب الكسب ص ٥٧: وهو يندب إلى الكسب والإنفاق عليهم؛ لما فيه من صلة الرحم، وهو مندوب إليه في الشرع.
(¬٣) رواه ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج رقم ٣٦ وفيه بكر بن خنيس، له أغلاط، وابن حبان في كتاب المجروحين ٢/ ٧٩، وفيه عمرو بن بكر السكسي، وهو متروك، والطبراني في الكبير ١٣٦٤٦، وفي الأوسط ٢٥٩، وفي الصغير ٢/ ٣١٥ رقم ٨٤٧ وفيه سكين، يروي الموضوعات، وقال البخاري: منكر الحديث.
عن ابن عمر -رضي الله عنهما- بلفظ: "أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس"، ورواه القضاعي =

الصفحة 269