كتاب المسبوك على منحة السلوك في شرح تحفة الملوك (اسم الجزء: 4)
والفقير الصابر، أفضل من الغني الشاكر، وقيل: على العكس، والأول عندي: أصح.
منحة السلوك
[المفاضلة بين الفقير والغني]
قوله: والفقير الصابر، أفضل من الغني الشاكر (¬١).
لأنه -صلى الله عليه وسلم- اختار الفقر فقال: "أحيني مسكينًا" (¬٢).
قوله: وقيل: على العكس.
أي: قيل الغني الشاكر، أفضل من الفقير الصابر (¬٣)؛ لأن مكارم الأخلاق، ومحاسن الأعمال إنما تؤخذ من الغني، لا من الفقير، بإيصال النفع، وبرِّه، وإحسانه.
قال المصنِّف: والأول عندي أصح (¬٤).
قلت: الثاني عندي أصح في هذا الزمان (¬٥).
---------------
(¬١) المبسوط ٣٠/ ٢٥٤.
(¬٢) رواه الترمذي ٧/ ٩٧ كتاب الزهد، باب ما جاء أن فقراء المهاجرين يدخلون الجنة قبل أغنيائهم رقم ٢٣٥٣ عن أنس -رضي الله عنه-.
قال الترمذي: هذا حديث غريب.
ورواه ابن ماجه ٢/ ١٣٨١ كتاب الزهد، باب مجالسة الفقراء رقم ٤١٢٦ من طريق يزيد بن سنان، عن أبي المبارك، عن عطاء، عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه-.
قال البوصيري في مصباح الزجاج ٣/ ٢٧٥: هذا إسناد ضعيف، أبو المبارك لا يعرف اسمه وهو مجهول، ويزيد بن سنان التيمي أبو فروة ضعيف. وتمامه "اللهم أحيني مسكينًا، وأمتني مسكينًا، واحشرني في زمرة المساكين".
(¬٣) المبسوط ٣٠/ ٢٥٤.
(¬٤) وهذا ما ذهب إليه الإمام محمد بن الحسن في كتاب الكسب ص ٥١، قال: وحجتنا أن الفقر أسلم للعباد، وأعلى الدرجات للعبد ما يكون أسلم له.
(¬٥) قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوي ١١/ ٢١: والصحيح أن أفضلهما أتقاهما، فإن استويا في التقوى استويا في الدرجة. فإن الفقراء يسبقون الأغنياء إلى الجنة، لأنه =