كتاب المسبوك على منحة السلوك في شرح تحفة الملوك (اسم الجزء: 4)
وكذا في الأذان. وكَرِهَ أبو حنيفة قراءة القرآن عند القبور. وقال محمد -رحمه الله-: لا يكره، وينتفع به الميت. هذا هو المختار.
منحة السلوك
وقيل: لا بأس (¬١)، لقوله -صلى الله عليه وسلم-: "ليس منا من لم يتغنَّ بالقرآن" (¬٢).
قوله: وكذا في الأذان.
أي: وكذا الترجيع في الأذان حرام على المؤذِّن والسامع؛ لأنه محدث.
قوله: وكره أبو حنيفة قراءة القرآن عند القبور.
[قراءة القرآن عند القبور]
وقال محمد -رحمه اللَّه-: لا يكره، وينتفع به الميت (¬٣)، هذا هو المختار؛ لِورود الآثار بقراءة آية الكرسي، وسورة الإخلاص، والفاتحة، ونحو ذلك عند القبور، ولا يكره التسبيح، والتهليل، ونحوهما أيضًا (¬٤).
أما زيارة القبور فهي جائزة، لقوله -صلى الله عليه وسلم-: "نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها" رواه مسلم، وأبو داود (¬٥).
---------------
(¬١) وعند المالكية: يكره القراءة بالألحان.
الجامع لأبي زيد القيرواني ص ١٩٦.
(¬٢) رواه البخاري ٦/ ٢٧٣٧، كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى: {وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ} رقم ٧٠٨٩.
(¬٣) وكذا عند الشافعية.
شرح المحلي على المنهاج ١/ ٣٥١، قليوبي ١/ ٣٥١.
(¬٤) وعند المالكية، يكره ذلك، والصحيح أنه لا يشرع ذلك؛ لأن زيارة المقابر شرعت للعظة والعبرة وللدعاء للأموات.
أقرب المسالك ص ٣٥، الشرح الصغير ١/ ٢٠٠.
(¬٥) رواه مسلم ٢/ ٦٧٢ كتاب الجنائز، باب استئذان النبي ربه في زيارة قبر أمه رقم ٩٧٧.
وأبو داود ٣/ ٢١٨، كتاب الجنائز، باب في زيارة القبور رقم ٣٢٣٥ عن أبي هريرة -رضي الله عنه- مرفوعًا بلفظ: " ... نهيتكم عن زيارة .... "