ويقول الزائر: السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون؛ لما روي أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خرج إلى المقبرة فقال: "السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون" أخرجه أبو داود (¬١)، وعن ابن عباس مرَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بقبور أهل المدينة، فأقبل عليهم بوجهه فقال: "السلام عليكم يا أهل القبور، يغفر الله لنا ولكم، أنتم لنا سلف، ونحن بالأثر" أخرجه مسلم، والنسائي (¬٢).
ويكره الجلوس على القبر (¬٣)، لقوله -صلى الله عليه وسلم-: "لا تجلسوا على القبور، ولا تُصلُّوا إليها" أخرجه مسلم، والترمذي، وأبو داود، والنسائي (¬٤).
---------------
(¬١) ٣/ ٢١٩ كتاب الجنائز، باب ما يقول إذا زار القبور أو مر بها رقم ٣٢٣٧. ورواه أيضًا مسلم ٢/ ٦٦٩ كتاب الجنائز، باب ما يقال عند دخول القبور، والدعاء لأهلها رقم ٩٧٤ عن أبي هريرة -رضي الله عنه-.
(¬٢) مسلم ٢/ ٦٦٩، كتاب الجنائز، باب ما يقال عند دخول القبور والدعاء لأهلها رقم ٩٧٤ و ٩٧٥، والنسائي ٤/ ٩٣، كتاب الجنائز، باب الأمر بالاستغفار للمؤمنين رقم ٢٠٣٧ و ٢٠٤٠.
الذي في مسلم، والنسائي ليس نفس هذا اللفظ، وليس عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أيضًا وإنما: عن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كلما كان ليلتها من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخرج من آخر الليل إلى البقيع فيقول: السلام عليكم دار قوم مؤمنين وأتاكم ما توعدون، غدًا مؤجلون، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد". وعن سليمان بن بريدة، عن أبيه قال: "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعلمهم إذا خرجوا إلى المقابر، فكان قائلهم يقول: "السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله للاحقون" زاد النسائي، "أنتم لنا فرط، ونحن لكم تبع، أسأل الله لنا ولكم العافية".
(¬٣) وكذا عند الشافعية.
شرح المحلي على المنهاج ١/ ٣٤٢، روض الطالب ١/ ٣٣٠.
(¬٤) مسلم ٢/ ٦٦٨ كتاب الجنائز، باب النهي عن الجلوس على القبر والصلاة عليه رقم =