كتاب تفسير الماتريدي = تأويلات أهل السنة (اسم الجزء: 4)
وقوله: (قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ).
قَالَ الْقُتَبِيُّ: أَرْجِهْ وَأَخَاهُ هارون، يقول: احبسه، أي: أخره، ومنه قوله: ترجي من تشاء، ومنه سميت المرجئة.
وقال ابن عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -: (أَرْجِهْ وَأَخَاهُ) ولا تقتلهما (وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ) أي: أرسل إلى المدائن الشرط، يأتون من المدائن حاشرين، أي: يحشرون عليك السحرة والناس. إلى هذا يذهب ابن عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
وقوله: (يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ (112) لا تقتله حتى يأتوك بكل ساحر عليم، أي: ليجتمع كل أنواع السحر عنده، ليتبيِّن سحره، وإلا كان ساحر واحد كافيًا، ولكن أرادوا واللَّه أعلم بقوله: (يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ) ليجتمع جميع أنواع السحر عنده لتبين سحره.
* * *