كتاب شرح كتاب سيبويه (اسم الجزء: 4)

ففتح الدال لانفتاح الياء.
والوجه الثاني: ما كان من وصف المؤنث منادى، أو غير منادى، فالمنادى قولك:
يا خباث، ويا لكاع، ويا فساق، وإنما تريد الخبيثة، والفاسد واللكعاء.
ومثله للمذكر إذا ناديته معدولا: يا فسق، ويا لكع، ويا خبث.
ويقال: " يا جعار " للضبع، وإنما هو اسم للجاعرة، ويقال ذلك في النداء وغير النداء للضبع، ويقال لها أيضا " قثام " ومعناها أنها تقثم كل شيء تجده للأكل وتجرفه.
قال الشاعر:
فللكبراء أكل كيف شاءوا … وللصغراء أخذ واقتثام (¬1)
وقال النابغة الجعدي:
فقلت لها عيثي جعار وجرّدي … بلحم امرئ لم يشهد اليوم ناصره (¬2)
ويقال للمنية (حلاق) وهي معدولة عن الحالقة؛ لأنها تحلق كل شيء وتذهب به.
قال الشاعر:
لحقت حلاق بهم على أكسائهم … ضرب الرقاب ولا يهم المغنم (¬3)
و (الأكساء): المآخير، واحدها كسء.
وقال الآخر:
ما أرجى بالعيش بعد ندامى … قد أراهم سقوا بكأس أحلاق (¬4)
والوجه الثالث: ما كان من المصادر معدولا عن مصدر مؤنث معرفة مبنيا على هذا المثال، كقول النابغة الذبياني.
أنا اقتسمنا خطتنا بيننا … فحملت برة واحتملت فجار (¬5)
ففجار معدولة عن الفجرة.
¬__________
(¬1) البيت بلا نسبة في المخصص 17/ 64.
(¬2) البيت في المقتضب 3/ 375، والكامل 430، والمخصص 17/ 64، واللسان (جرر).
(¬3) البيت بلا نسبة في الكتاب 3/ 273، وابن يعيش 4/ 59، والمخصص 17/ 64.
(¬4) البيت للمهلهل في الكتاب 3/ 273، والمقتضب 3/ 373، واللسان (حلق).
(¬5) البيتان في الكتاب 3/ 273، وابن يعيش 40/ 53، والخصائص 17/ 64.

الصفحة 40