كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 4)

الله عنه- وله فيه مديح كثير، إمتدح بعده الإمام الظاهر بأمر الله أبا نصر محمدًا -رضيّ الله عنه- والإمام المستنصر بالله -رحمه الله-.
قصدت منزله بمدينة السلام سنة اثنتين وعشرين وستمائة، لأكتب عنه شيئًا من شعره فصادفته وقد شرب دواء، فاعتذر إلي من هذا السبب.
وأنشدني أبياتًا يسيرة من قيله، ولم يكن في الوقت سعة لأعلقها عنه، فبعد ذلك ما عدت اجتمعت به إلّا راكبًا؛ وخبرتُ أنه توفي في بغداد سنة ثلاثين وستمائة.
أنشدني في عبد الكريم بن الزكي بن شبانة المعلم الحظيري، وقال: أنشدني أبو الحسن علي بن أحمد بن العطار لنفسه: -] من الطويل [
/8 أ/ ألمَّت فحيَّا قبل زورتها النَّشر ... ثقيلة ردفٍ لم يطق حمله الخصر
وهزَّت قوامًا كالقضيب إذا انثنت ... يميل ومن خمر الشَّباب بها سكر
وعطَّر مسراها الثَّرى فكأنَّما ... يتيه لنا من كلِّ ناحيةٍ عطر
إذا رمت وصلًا ما نعتني نهودها ... ألا بأبي ما ضمَّه ذلك الصَّدر
تروم عن الواشين استتارًا وما الَّذي ... يروم عن الواشين وجهًا هو البدر
تجمَّع في فيها سُلافٌ ولؤلؤٌ ... فمن ثغرها درٌّ ومن ريقها خمر
ومن شعرها ليلٌ ومن وجهها ضُحًى ... ومن قدِّها غصنٌ ومن لحظها سحر
وقال أيضًا في غرض له: ] من الطويل [
وفتَّانة العينين معسولةٍ اللَّما ... يبيح لنا وصلًا ومعنى إسمها ضدُّ
يطيب التُّقى إلَّا ليالي وصلها ... ويحسن إلَّا في محبَّتها الزُّهد
لها ريقةٌ كالرَّاح طاب مذاقها ... وثغرٌ كما في سلكه نظم العقد
وقدٌّ كخوط البان ميَّله الصِّبا ... يميل على أردافها فاحمٌ جعد
إذا سفرت أهدت إلى اللَّحظ نرجسًا ... وخدًا إذا قبَّلته خجل الورد
حكى خصرها جسمي نخولًا فلو بغت ... نهوضًا لكاد الخصر بالرِّدف ينقدُّ
تغازلني، والنَّجم كالنَّجم بهجةً ... ودرُّ المعاني الغرِّ من لفظه يبدو
/8 ب/ يصافح راح الرُّوح لطفًا وينجلي ... محيًّا برؤيا وجهه المقل الرُّمد
لئن عاد ربع العيش بالقرب آهلًا ... وكان لأيَّامي الَّتي سلفت ردُّ

الصفحة 17