كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 4)

مولده ببلدة سخا من ديار مصر في حدود سنة ثمان وخمسين وخمسمائة. وقرأ في بلده على أبي إسحق إبراهيم بن جبارة السخاوي، وسمع بالإسكندرية على أبي طاهر إسماعيل بن مكي بن عوف الزهري، وعلى الحافظ] أبي طاهر أحمد بن محمد السلفي [.
وكان مالكي المذهب، ثم انتقل إلى مذهب الشافعي، وقرأ القرآن العزيز على أبي القاسم بن قرة بن أبي القاسم الرعيني الشاطبي للسبعة.
وقدم دمشق ولزم أبا اليمن زيد بن الحسن الكندي؛ فقرأ عليه القرآن للسبعة، وسمع منه كتاب سيبويه والإيضاح واللُّمع وغيرها من الكتب. وسمع عليه ديوان المتنبي وشرحه. وغير ذلك من الكتب الأدبيات، وقرأ عليه أكثر مسموعاته عن مشايخه.
وحجَّ سنة ثمان وتسعين وخمسمائة، وعاد إلى دمشق، فتصدّر فيها للإقراء بالجامع -عمره الله تعالى- وأقبل الناس إليه، وقرأوا عليه القرآن والحديث وعلم العربية، وغير ذلك. وصنَّف كتبًا منها: "كتاب فتح الوصيد في شرح القصيد"، /11 ب/ وهي قصيدة أبي القاسم الشاطبي في القراءات السبعة. وكتاب "الوسيلة إلى كشف العقيلة" شرح القصيدة التي نظمها الشاطبيُّ أيضًا في رسم مصحف عثمان -رضي الله عنه- وهي مائتان وثمانية وتسعون بيتًا على قافية الراء، سمّاها الشاطبيّ: "عقيلة أتراب القصائد". وكتاب "المفضَّل في شرح المفصَّل" شرح به الزمخشري، ونظم أشعارًا كثيرة أودعها مدح النبي -صلى الله عليه- وله كتاب سمّاه: "جمال القراء وكمال الإقراء" يتضمن علوم القرآن العزيز من التجويد والناسخ والمنسوخ والإعجاز وتجزئة القرآن وعدة آياته وكل ما يتعلق به. وكتاب "تنوير الدياجي في تفسير الأحاجي" يتضمن شرح أحاجي الزمخشري، ومعارضة كل واحدة بمثلها نظمًا مسائل نحوية. وكتاب "تحفة الناسك في معرفة المناسك".

الصفحة 22