كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 4)

وجه لو احظنا مجوس زمانه ... سجدت له لمَّا أضاءت ناره
وقوام غصن ما تعرَّض عاشق ... إلاَّ رأى أنَّ الصُّدود شعاره
عرفت لواحظك المريضة مقتلي ... وقتيل لحظك ليس يطلب ثاره
فكأنَّ تاج الدِّين أودع عندها ... حمل الغيوب فإنَّها أسراره
/302 ب/ يا ابن الحسين لقد بنيت لفارس ... مجداً ينيف على النُّجوم نجاره
ونقلت من خطه أيضًا، وهو ما قاله بالموصل بدير ميخائيل، وأنشدنيه في التاريخ المذكور: [من البسيط]
كلُّ الورى فيك حسَّادي وعذَّالي ... يا فاقد المثل ما العشَّاق أمثالي
بكاي وقف عليكم بعد فرقتكم ... لا للوقوف على ربع وأطلال
رضا العواذل سخطي في هواك وفي ... وفاقهم خلف أغراضي وآمالي
يا ساكني دير ميخائيل لي قمر ... لكنَّه بشر في شكل تمثال
قريب دار بعيد في مطالبه ... غريب حسن وألحان وأقوال
سكرت من صوته لمَّا أشار به ... ما لست أسكر من صهباء جريال
ما رمت إمساك نفسي عند رؤيته ... إلاَّ تغيرت من حال إلى حال
يا ليلتي بفناء الدَّير لست كم ... يقول: يا ليلتي بالشِّيخ والضَّال
قد صرت أنشد بيتًا صار لي مثلاً ... لولا وصالك لم يخطر على بالي:
(لو اشتريت بعمري ساعة سلفت ... من عيشتي معكم ما كان بالغالي)
وقال أيضًا وأنشدنيه: [من البسيط]
/303 أ/ أردد لثامك حتَّى يستر اللَّعس ... وقف ليبعد عن أعطافك الميس
إنِّي أغار على حسن حبيت به ... إصابة العين إنَّ العين تختلس
يا غاضب الخشف أوصافًا مكملةً ... لم يبق للخشف إلاَّ السُّوق والخنس
وفاضح البدر إنَّ البدر مقتبس ... من الَّتي هي من خدَّيك تقتبس

الصفحة 364