كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 4)

/306 أ/ قرَّت به العين فالدُّنيا به حسنت ... والدِّين فهو متين الرُّكن والطُّنب
من دوحة المصطفى المختار منبته ... أكرم بذلك من أصل ومن شعب
لن تُّقبل الصَّلوات الخمس إن عريت ... من ذكره وهو فيها أوكد السَّبب
فلتشمخ الأرض ولتفخر بأخمصه ... على السَّماء وما فيها من الشُّهب
وخصَّه الله إجلالاً بمرتبه ... دانت له عظماء العجم والعرب
فقام فينا بما جاء الرَّسول به ... كأنَّ عنَّا نبيُّ الله لم يغب
في محكم الذكر قد جاءت مناقبه ... ما جهد مادحه بالشِّعر الخطب
وإنَّه قد تردَّى كلَّ مكرمة ... لم يستطعها ذوو الإفضال والأدب
لا عاصم اليوم من بأس الإمام فماً ... تغني المعاقل واللاَّجي إلى العرب
وهكذا للَّذي يعصي أوامره ... ما إن يؤول بغير الويل والحرب
فلو أراد النُّجوم الزُّهر أدركها ... ولم نطق هربًا منه من الرَذهب
ولو رأته ملوك الأرض لاستبقت ... إلى السُّجود له من شدَّة الرُّعب
يا من علا قدره فوق السِّماك ومن ... حاز الفخار ويا ابن السَّادة النُّجب
لم أرض غيرك ملاجوّ أؤمله ... ولم أجد غير ما أوليت أليق لي
رفعت قدري بعطف منك يا أمل الرَّاجي وقد كان قبل اليوم في صبب
/306 ب/ فما ولائي مصروفًا ومنحرفًا ... إلى سواك ولا قلبي بمنقلب
أما الغنى فهو في دار السَّلام وفي ... ظلِّ الإمام العظيم الشُّأن ذي الحسب
أصبت في حسن ظنِّي في عواطفه ... لكنَّني مثله في الخلق لم أصب
يا مفلق البيد بالإدلاج مجتهداً ... لكي يفوز بغرٍّ غير محتجب
يمِّم أبا جعفر المنصور تلق فتًى ... ملء الصُّدور كريم الأصل والنَّسب
معظَّمًا منح التَّبجيل والشَّرف الجمُّ النَّبيل وأعطى أرفع الرُّتب
وهو الرَّؤوف يقضي العمرتين تقىً ... وبين عدل وبرٍّمنه منسكب
المقتني الحمد والموفي بنائله ... على البحار ومن أربى على السحب
ووسَّع الرِّزق إحسان يكرِّره ... فالضِّيق عنَّي ناء غير مقترب
أعطى وواصل حتَّى قلَّ ذو أمل ... وزاد فوق الَّذي في نفس محتسب
من الثنَّاء ومنه نائل علقت ... يداي منه بحبل غير منقضب

الصفحة 369