كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 4)

فالشُّكر منِّي لما أولاه من نعم ... شكر يخلِّد أو يفني يد الحقب
ما جحفل لجب ضاق الفضاء به ... كثُّ الجوانب في أمن من العطب
يسري فيظفر بالأشياء يقصر عن ... إدراكها كلُّ ذيّ عزِّ وذي شغب
أغنى بعزمته عن كلِّ ذي شطب ... ماضي المضارب والخطِّيِّ واليلب
يومًا بأمنع منه للنَّزيل إذا ... قلَّ المحامي وخاف الذُّل كلُّ أبي
فاسلم لنا في سرور لا يعادله ... الدَّهر في أيامك القشب
مخولاً مدحً من لم ينو عنك ونى ... وسوف يحمد ما يلقاه من نصب
وقال أيضًا يمدحه –صلوات الله عليه- حين سلطن المولى الملك الرحيم بدر الدنيا والدين عضد الإسلام والمسلمين، مرزبان العراق شهريار الشام أبا الفضائل المستنصري، غرس أمير المؤمنين –خلد الله دولته-: [من الطويل]
خذوا عن رواة العشق حالي وما ألقى ... فعندهم علم بمن يدَّعي العشقا
وقصَّا على من همت فيه قضيَّتي ... عساه يرى عطفًا على دنف ملقى
بعيدة عهد بالرُّقاد جفونه ... فلو شاء طيفًا ما أطاق لها طبقا
كراحة مولانا الإمام ومن غدت ... خزَّائنه تتلو تسأله رفقا
هو المرتجى في سورة الدَّهر والَّذي ... مناقبه المدَّاح علَّمت النُّطقا
وما جهد ما يأتي المجيد بوصفه ... وقد جاءت الآيات وصفًا له حقَّا
/307 ب/ فلو أنَّه شاء افتخار أبلوغ ما ... حوى الشُّهب والأفلاك أدركه خرقا
فقل إن تقل ما يستحيل لغيره ... من المكرمات الغرِّ لن تعدم الصِّدقا
إذا ما احتبى يومًا لكسب محامد ... كفى النَّاس برّاً طبَّق الغرب والشَّرقا
وإن هو لم يحبس سحائب كفِّه ... رأيت الورى من فيض أنعمها غرقى
غدا ذخر بدر الدَّين ذي الرُّتبة الَّتي ... تسنَّم أعلى رتبة أنجما ترقى
فتى جلَّ عن وصف ومدح جميلة ... وسدَّ على من يرتجى غيره طرقا
نؤلمِّله طوراً لكشف ملمَّة ... تنوب وطوراً نستدرُّ به الرِّزقا
وإن يك أمضى العزم يوم كريهة ... رأيت الموالي الصَّيد تنظره زرقا
فترهب في الحرب العوان رعوده ... إذا هزَّ فجراً أو إذا ركب البرقا
سعيد إذا ما دَّبر الملك رأيه ... لطيف إذا ساهلته طيِّب الملقى

الصفحة 370