كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 4)

صبرت ومن يرزق حميد اصطباره ... على حادثات الدَّهر فهو سعيد
تصبَّر فإنَّ الصَّبر يعقب راحة ... وليس الَّذي ترجوه منه بعيد
وله في الشيب: [من الخفيف]
لم يشب مفرقي لطول زمان العمر لكن لصرف دهر عنيد
شيَّبتي الخظوب فاعجب لأن صار بياضًا إثر الخطوب السُّود
وقوله: [من الطويل]
بكيت .. اببضاضًا رأيته ... بفودي ومن أهوى سوادا بخدِّه
ومن عجب والدَّهر يبدي عجائبًا ... من الشَّيء أبكيه وأبكى لضدَّه
وله يصف نهراً: [من الطويل]
ونهر كظهر السَّيف إن ولعت به ... يد الرِّيح أضحى ذلك العضب مبردا
وإن قابلته الشَّمس عند غروبها .... أرتك لجين الماء ألبس عسجدا
وروض إذا ما صوَّحت زهراته ... كساها انسكاب المزن وشيًا مجدَّدا
ويودع درُّ الغيث في عنبر الثَّرى ... فيظهره فصل الرَّبيع زبر جدا
وقوله في العذار: [من الطويل]
/309 أ/ وقبَّلت خداً للحيب مورَّداً ... بنفسي أفدي منه خدّاً موردّا
فمن حرِّ أنفاسي علا فوق خدِّه ... دخان فخالوه عذاراً مزرَّدا
وله يمدح الكرم: [من الطويل]
وقى حاتم الطَّائيَّ جود يمينه ... دخول حجيم كان أوجبها الكفر
فقل للَّذي يلحى على الجود أهله ... ألم يك في هذا لفاعله عذر
وله فيمن اسمه إبراهيم: [من السريع]
خوفته سكناه قلبي لما .... أودعته من حراف كار
فقال إبراهيم إسمي وهل ... يحفل إبراهيم بالنَّار
وقوله: [من الخفيف]
قل لمن قد أصاب حبَّة قلبي ... إذ رماه بسهم لحظ مريض

الصفحة 372