كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 4)

/310 أ/ وأنشدني لنفسه وزعم أنه صنعها لبديهة، وقد اقترح عليه هذا المعنى:
[من السريع]
وأسمر الحاظه كالسِّهام ... تصمي فؤاد الحائر المستهام
إذا تبدَّى قال كلُّ الورى ... سبحان من صوَّر هذا الغلام
يظلم إن قيل سنى وجهه ... كالصُّبح والطُّرَّة مثل الظَّلام
وإن تثنى غصنه خجل الأغصان حقًّا لين ذاك القوام
منعَّم الرِّدف لقد أردف الجسم سقامًا وفؤادي غرام
وأنشدني لنفسه يمدح مولانا الملك الرحيم بدر الدين عضد الإسلام غرس أمير المؤمنين –أدام الله أيامه-: [من الطويل]
ارفَّق بصبٍّ ما يقُّر عن الهجر ... أسير هوى ما أن له عنك من صبر
كئيب أصابته الصَّببابة والجوى ... يقلِّبه فرط الغرام على جمر
يبيت على فرش الضَّنى مذ هجرته ... ويذري مصون الدَّمع فيك وما يدري
بلوت عظيمات الأمور فلم أجد ... أمرَّ وأدهى في الفؤاد من الهجر
ثنى الدَّنف المغرى به عن سلوِّه ... تثنِّيه عن غصن حوى أحسن الزَّهر
/310 ب/ به نرجس غضٌّ وفيه بنفسج ... وورد جني والأقاحي من الثَّغر
جفا فدموعي ما تفيض كأنَّها ... مواهب بدر الدِّين ي النًّائل الغمر
هو المرتجى في سورة الدَّهر والَّذي ... مناقبه جلَّت عن العدِّ والحصر
هو الواهب المطلوب والماجد الَّذي ... علا قدره فوق السِّماكين والنَّسر
وما هو إلاَّ كالزَّمان تطيعه ... وتتبعه الأقدار في النَّهي والأمر
هزبر إذا لا قى الكماة لدى الوغى ... تسلَّت مواضي البيض منه مع السُّمر
إذا ما احتبى في كلِّ ناد لسؤدد ... فكن موقنًا من فيض كفَّيه باليسر
تجود بما تحوي يداه وإنَّه ... ليتبعه باللُّطف منه وبالبشر
فلولاه ما قضيَّيت ليلي ساهراً ... تسامرني الجوزاء للنَّظم والنَّثر
وما الأبحر السَّبع الغزار إذا طمت ... بأغزر فيضًا من أنامله العشر
وأنشدني لنفسه: [من الوافر]
ألا ليت المعاطف في عواطف ... وليت قوامه الألفى آلف

الصفحة 374