كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 4)

لنفسه، حرس الله اقباله وأدم عزّه وجلاله بمحروسة [حلب] في سنة سبع وثلاثين وستمائة، في غلام اسمه بدران: [من البسيط]
داعي الهوى بالهوى يا صاح ناداني ... ومطرب الحيِّ بالمحبوب غنَّاني
وساقي الشَّوق عاطاني على ظمأ ... كأسًا فأسكرني من قبل أسقاني
تبًا له ساقيًا في السُّكر طاوعني ... بالوصل منه وعند الصَّحو عاطاني
كم شفَّني وشفاني في هواه وكم ... أماتني حبُّه طوراً وأحياني
ما يعذب القرب إلاَّ بالبعاد ولا ... يلتذُّ بالوصل إلاَّ بعد هجران
/312 أ/ وربَّ خلو من الخلاَّن قلت له ... إذ جاء يعذلني جهلاً ويلحاني
في القلب شيطان ذكر لا يفارقني إلاّ بعوذة وصل من سليمان
ليس إبن داود ما أعني به لكم ... وإنَّما هو سليمان بن زيدان
وأنشدني لنفسه أسعده الله تعالى: [من الطويل]
أيا زائراً يختال من غير ما وعد ... حبيب كبدر في قضيب من الرَّند
فعانقت من أعطافه خوط بانة .... وقبلت من وجناته يانع الورد
وأنشدت بيتًا قاله متعزِّل ... وعلمي أن لا عنده منه ما عندي:
"خليليَّ هل أبصر تما وسمعتما ... بأكرم من مولًى يمشِّي إلى عبد"
وله: [من الوافر]
دليل قام في نحس الوزير ... حقيقًا إنَّه بعض الحمير
يسوم إلى الخيانة كلَّ عدل ... عزيز الدِّين من بيت كبير
ويعتقد الأمانة عند لصٍّ ... وقوَّاد وعشَّار حقيًر
لذلك قيل منجذب إليه ... حنين الكلب للكلب العقور
[596]
أبو القاسم بن أبي حامد /312 ب/ بن عليٍّ البعقوبيُّ الخريميُّ.
هو من بعقوبا قرية كبيرة بنواحي بغداد على عشرة فراسخ منهما.
ورد بغداد وسكنها إلى أن مات بها سنة إحدى وستمائة. وكان شاعراً، فاضلاً،

الصفحة 376