كتاب قلادة النحر في وفيات أعيان الدهر (اسم الجزء: 4)

في علم العروض والقوافي» و «شرح سقط الزند» للمعري، وله «الملخص» في إعراب القرآن في أربع مجلدات.
ودخل مصر، فقرأ عليه ابن بابشاذ شيئا من اللغة.
وتوفي سنة اثنتين وخمس مائة وقد جاوز الثمانين.

2144 - [حاتم بن الغشم] (1)
أبو الفضل حاتم بن الغشم الهمداني المغلسي، صاحب صنعاء وأعمالها.
لما مات الداعي سبأ بن أحمد الصليحي في سنة اثنتين وتسعين كما تقدم (2)، وخرجت صنعاء وأعمالها عن مملكتهم، وارتفعت أيديهم عنها، ولم يبق لأحد فيها ذكر .. استولى عليها حاتم المذكور، وكان له ثلاثة أولاد:
محمد بن حاتم، وكان شجاعا مشهورا، له وقعات عظيمة، وفتكات عجيبة، يحكى أنه سمع الموكب يضربون الطبول آخر النهار لأجل النوبة، فارتاح لذلك، ولبس لأمته، وركب جواده، ونادى في همدان بالركوب، فركبوا وخرجوا حتى بلغ بهم الموضع المسمى: مصب الدروع، فقالوا له: أين تريد؟ وما عزمك؟ فقال: أريد أغزو نجران، فقالوا له: إن بيننا وبين نجران عدة أيام، ونحن وأنت كما ترى؛ لا زاد ولا خيام، ولا رواحل نصون بها خيلنا، فقال: ما لكم بد، قالوا: اتركنا نعود الليلة إلى صنعاء ونتجهز، ونخرج إليك غدا، فقال: لا بأس، صبوا دروعكم ههنا وادخلوا، فصبوها، قال الشريف إدريس: وكانت سبع مائة درع، فسمي ذلك: مصب الدروع من يومئذ، ثم وافوه من الغد، فغزا بهم نجران واستباحها، ثم عاد.
وكان قد خولط في عقله، كان إذا تزوج امرأة وأحبها .. قتلها، فتحاماه الناس، فلم يزوجه أحد، ورأى مرة اليهود يوقدون نارا عظيمة للفخار ومعه جارية يحبها، فألقاها وما عليها من الحلي في تلك النار، ثم ندم، وأراد أن يرمي نفسه في النار، فلزمه الحاضرون، وخطب امرأة من بني الصليحي، فأبوا أن يزوجوه إلا بضمانة أبيه وكفالته ألاّ
_________
(1) «بهجة الزمن» (ص 87)، و «طراز أعلام الزمن» (1/ 303)، و «اللطائف السنية» (ص 82).
(2) لم يذكر المصنف رحمه الله تعالى تاريخ وفاته تنصيصا في ترجمته، وإنما ذكره ضمن وفيات تلك السنة، انظر (3/ 526).

الصفحة 11