كتاب قلادة النحر في وفيات أعيان الدهر (اسم الجزء: 4)

وفيها: حصر الأفضل والظاهر ابنا صلاح الدين عمهما العادل بدمشق، ثم ارتحلا، فرجع الظاهر إلى حلب، ورجع الأفضل إلى مصر، فساق وراءه العادل، وأدركه عند الغرابي، ثم تقدم عليه، وسبقه إلى مصر، ورجع الأفضل خائبا إلى صرخد-بصاد مهملة، وخاء معجمة، بينهما راء ساكنة-وغلب العادل على مصر وقال: هذا صبي، وقطع خطبته، ثم أحضر ولده الكامل، وسلطنه على الديار المصرية، فلم ينطق أحد من الأمراء، وسهّل له ذلك اشتغال أهل مصر بالقحط (1).
وفيها: وصلت القمر وافدين على عبد الله بن راشد، ومستصرخين له على أهل ظفار، فجهز لهم العسكر (2).
وفيها: توفي الشهاب الطوسي أبو الفتح بن محمود، والإمام أبو الفتوح عبد المنعم بن عبد الوهاب الحراني، وأبو جعفر القرطبي، وخليل الراراني، وإسماعيل ابن ياسين، وعبد اللطيف ابن أبي سعد.
***

السنة السابعة والتسعون
فيها: تزايد الجوع والموت بالديار المصرية، ودام ذلك إلى نصف العام الثاني، حتى لو قيل: مات ثلاثة أرباع أهل البلد .. لم يبعد، والذي دخل تحت قلم الحشرية في مدة اثنين وعشرين شهرا مائتا ألف وأحد عشر ألفا بالقاهرة، وهو قليل بالنسبة إلى من هلك بمصر والحواضر وفي البيوت والطرق ومن لم يدفن، وذلك يسير في جنب من هلك بالإقليم، قيل: إنه كان بمصر ست مائة منسج، فلم يبق إلا خمسة عشر منسجا، فقس على هذا، وبلغ الفروج مائة درهم، ثم عدم الدجاج بالكلية لولا ما جلب من الشام، وأما أكل لحم الآدميين .. فشاع، بل تواتر (3).
وفي شعبان منها: كانت الزلزلة العظمى التي عمت أكثر الدنيا (4).
_________
(1) «العبر» (4/ 290)، و «مرآة الجنان» (3/ 484)، و «البداية والنهاية» (12/ 27).
(2) «تاريخ شنبل» (ص 60).
(3) «الكامل في التاريخ» (10/ 181)، و «العبر» (4/ 295)، و «مرآة الجنان» (3/ 488)، و «شذرات الذهب» (6/ 536).
(4) «الكامل في التاريخ» (10/ 181)، و «العبر» (4/ 296)، و «مرآة الجنان» (3/ 488)، و «البداية والنهاية» (12/ 34).

الصفحة 422