كتاب إتحاف أعلام الناس بجمال أخبار حاضرة مكناس (اسم الجزء: 4)

شعره: من ذلك قوله مخاطبا ابن مضا.
يا غارسا لى ثمار مجد ... سقيتها العذب من زلالك
أخاف من زهرها سقوطا ... إن لم يكن سقيها ببالك
ولادته: ولد سنة إحدى عشرة وخمسمائة.
وفاته: توفى بمكناسة مغريا عن وطنه سنة سبع وتسعين وخمسمائة عن سن عالية، وقال ابن فرتون توفى قرب الستمائة وقد اختل عقله من الكبر كما في الجذوة.

392 - عبد الله بن أبى مدين الحاجب العثمانى.
نسبة لبنى عثمان من زواوة بجاية من البربر، ونزلوا مصمودة الغرب بجبال وزان منها.
حاله: له مشاركة في الفقه، وشعر وسط، بيته بيت فقه وكتابه، وثروة وحجابة، استوطن سلفه قصر كتامة، وهو أول من انتقل منهم من القصر المذكور، رحل إلى مدينة مكناسة واستوطنها، وبرز عدلا في سماط عدولها لمعرفته بالوثائق، وكان يخالط الرؤساء وولاة الأمر، ويقول لأصحابه: لابد لى أن أخدم السلطان، وأدبر الدول ونستولى على الأمر، فخرج يوما من مكناسة إلى نزهة مع جماعة من الفقهاء أصحابه، فلما أخذوا في أطراف الحديث قال لهم على قوله: لا بد أن أدبر الدول، فليشته كل واحد منكم ما يريد ويطلبه منى أعطه إياه، فطلب كل واحد، منهم ما في أمله، فطلب الفقيه ابن زغبوش قضاء بلاده مكناسة فمكنه منها لما مكنه الله تعالى من تدبير الدول، وأعطى لبقية أصحابه ما سألوه منه في النزهة خارج مكناسة قبل اتصاله بالملوك وفاء بالعهد ورعيا لسالف الود:
إن الكرام إذا ما أيسروا ذكروا ... من كان يألفهم في المنزل الخشن

الصفحة 560