كتاب منتهى السؤل على وسائل الوصول إلى شمائل الرسول (ص) (اسم الجزء: 4)
وفي «سنن أبي داود» مرفوعا: «إنّ من القرف التّلف» .
قال ابن قتيبة: (القرف) مداناة الوباء، ومداناة المرضى.
وفي «صحيح البخاريّ» : ...
(وفي «سنن أبي داود» ) السّجستانيّ في كتاب «الطّبّ» (مرفوعا) ولفظه:
حدّثنا مخلد بن خالد، وعبّاس العنبري؛ قالا: حدّثنا عبد الرّزاق؛ قال:
أخبرنا معمر؛ عن يحيى بن عبد الله بن بحير، قال: أخبرني من سمع فروة بن مسيك رضي الله تعالى عنه قال: قلت: يا رسول الله أرض عندنا يقال لها أرض «أبين» هي أرض ريفنا وميرتنا، وإنها وبيئة، أو قال: وباؤها شديد؟؟ فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «دعها عنك ف (إنّ من القرف) - بفتحتين-: ملابسة الدّاء، ومداناة المرض» ، كما سيأتي تفسيره في المتن عن المصنّف: (التّلف» ) ؛ أي:
الهلاك، وليس هذا من باب العدوى؟! وإنّما هو: من باب الطّبّ، فإنّ استصلاح الهواء من أعون الأشياء على صحّة الأبدان، وفساد الهواء من أسرع الأشياء إلى الأسقام؛ قاله في «النّهاية» .
(قال) الإمام أبو محمّد عبد الله بن مسلم (بن قتيبة) الدّينوري.
ولد سنة ثلاث عشرة ومائتين ببغداد، وسكن الكوفة، ثمّ ولي قضاء «الدّينور» مدة فنسب إليها، وتوفّي ببغداد سنة: ستّ وسبعين ومائتين، وهو من المصنّفين المكثرين؛ له كتاب «أدب الكاتب» ، و «تأويل مختلف الحديث» ، و «مشكل القرآن» ، و «المشتبه من الحديث والقرآن» وغيرها رحمه الله تعالى قال:
(القرف) - بفتح القاف والرّاء آخره فاء هو: (مداناة الوباء) ؛ أي:
مقاربته، وكلّ شيء قاربته؛ فقد قارفته (ومداناة المرضى) جمع مريض، أي:
القرب منهم، ومخالطتهم؛ وملاصقتهم. والله أعلم.
(وفي «صحيح) الإمام (البخاريّ» ) رحمه الله تعالى، وكذا رواه الإمام