كتاب منتهى السؤل على وسائل الوصول إلى شمائل الرسول (ص) (اسم الجزء: 4)

تباركت ربّنا وتعاليت» . (4، هق؛ عن الحسن بن عليّ) .
«شرح التحفة» «1» في الكلام على نوع «العزيز» : يقال منه: عزّ بمعنى قوي، مضارعه يعزّ- بفتح العين-. انتهى.
وزاد الترمذيّ: «سبحانك» قبل قوله: (تباركت) ؛ أي: تعاظمت (ربّنا وتعاليت» ) . قال في «شرح الأذكار» : قال بعض مشايخنا: كأنّ الحكمة في الإتيان بضمير الجمع هنا؛ دون ما تقدّم من قوله: «اهدني ... الخ» !! لأنّ ذلك مقام سؤال؛ وهو مناسب للتذلّل والانكسار، وهذا مقام ثناء على المولى؛ فناسب الإتيان فيه بضمير الجمع المذكور، إمّا إشارة إلى العجز عن قيام المرء بمفرده بأداء حقّ ثنائه، وإمّا إشارة إلى أنّ جميع أجزائه مربوبة للباري، وإمّا تعاظما بهذه الإضافة الشريفة إلى الربوبيّة المنيفة.
وفي «التحفة» لابن حجر الهيتميّ: وزاد العلماء- بعد «تعاليت» -: «فلك الحمد على ما قضيت، أستغفرك وأتوب إليك» . ولا بأس بهذه الزّيادة، بل قال جمع: إنّها مستحبّة، لورودها في رواية البيهقيّ. انتهى. وزاد ابن الجزري في «عدة الحصن» : «وصلّى الله على النّبيّ» ، وعزاها إلى النسائيّ.
قال الشوكاني: وهو كما قال. قال النووي: إنّها زيادة بسند صحيح أو حسن.
وتعقّبه الحافظ ابن حجر: بأنّه منقطع، وأخرج هذه الزيادة الطبرانيّ، والحاكم.
وقد طوّلنا المقال على حديث الحسن هذا في «شرحنا للمنتقى» ؛ فليرجع إليه، وقد ضعّفه بعض الحفاظ، وصحّحه آخرون، وأقلّ أحواله- إذا لم يكن صحيحا- أن يكون حسنا. انتهى؛ كلام الشوكاني.
(4، هق) ؛ أي: أخرجه أصحاب «السنن الأربعة» : أبو داود، والترمذيّ، والنسائيّ، وابن ماجه، والبيهقيّ في «سننه» ؛ (عن الحسن بن عليّ) بن أبي طالب: سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم وريحانته من الدنيا، رضي الله تعالى
__________
(1) صوابه النخبة. «هامش الأصل» !!

الصفحة 496