كتاب منتهى السؤل على وسائل الوصول إلى شمائل الرسول (ص) (اسم الجزء: 4)

واجعلنا شاكرين لنعمك، مثنين بها، قابلين لها، وأتمّها علينا» .
(طب، ك؛ عن ابن مسعود) .
56- «اللهمّ؛ إنّا نسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك،
(واجعلنا شاكرين لنعمك، مثنين بها) أي: عليها، (قابلين لها، وأتمّها علينا» ) ؛ أي: بدوام ذلك.
وإنّما سأل التوفيق لدوام الشكر!؟ لأنّ الشكر قيد النعم، فبه تدوم وتبقى، وبتركه تزول وتحول، قال الله تعالى إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ [11/ الرعد] ، وقال تعالى لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ [7/ إبراهيم] .
فالحقّ- تقدّس- إذا رأى عبده قام بحقّ نعمته بالدوام على شكرها؛ منّ بأخرى رآه لها أهلا، وإلّا! قطع عنه ذلك.
(طب) ؛ أي: أخرجه الطبرانيّ في «الكبير» ، وكذا في «الأوسط» .
(ك) وأخرجه الحاكم في «المستدرك» : كلهم؛ (عن ابن مسعود) رضي الله تعالى عنه قال: كان النّبيّ صلى الله عليه وسلم يعلّمنا هذا الدّعاء. قال الحافظ الهيثميّ: إسناد «الكبير» جيّد. انتهى. ومن ثمّ آثره المصنّف تبعا ل «الجامع الصغير» .
65- ( «اللهمّ؛ إنّا نسألك موجبات) - بكسر الجيم- جمع موجبة؛ وهي الخصلة التي أوجبت لقائلها الرحمة؛ أي: مقتضيات (رحمتك) بوعدك، فإنّه لا يجوز الخلف فيه، وإلّا! فالحقّ سبحانه لا يجب عليه لأحد شيء؛ قاله السيوطيّ.
وفي الحفني على «الجامع الصغير» : موجبات رحمتك؛ أي: أسبابها؛ أي: كلّ قول وفعل مقتض للرحمة ليترتّب عليها المسبّبات، فليس المراد بالموجبات الواجبات، إذ لا يجب عليه تعالى شيء. انتهى.
(وعزائم) : جمع عزيمة (مغفرتك) ؛ أي: الأسباب المؤكّدة المقتضية

الصفحة 501