كتاب منتهى السؤل على وسائل الوصول إلى شمائل الرسول (ص) (اسم الجزء: 4)
والسّلامة من كلّ إثم، والغنيمة من كلّ برّ، والفوز بالجنّة، والنّجاة من النّار» . (ك؛ عن ابن مسعود) .
66- «اللهمّ؛ اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين ...
لمغفرتك، يعني: نسألك أعمالا تعزم وتتأكّد بها مغفرتك.
(والسّلامة من كلّ إثم) يوجب عقابا؛ أو عتابا؛ أو نقص درجة، أو غير ذلك.
قال العلقمي، قال شيخنا- يعني السيوطيّ-: قال العراقيّ: فيه جواز سؤال العصمة!! وقد أنكر بعضهم جواز ذلك؛ إذ العصمة إنّما هي للأنبياء والملائكة!! قال:
والجواب: أنّها في حقّ الأنبياء والملائكة واجبة، وفي حقّ غيرهم جائزة، وسؤال الجائز جائز، إلّا أنّ الأدب سؤال الحفظ في حقّنا؛ لا العصمة، وقد يكون هذا هو المراد هنا. انتهى.
وقال العلّامة ابن حجر الهيتمي في «شرح العباب» : الحقّ ما قاله بعض المتأخّرين: أنّه إن قصد التوقّي عن جميع المعاصي والرذائل في سائر الأحوال امتنع؛ لأنّه سؤال مقام النبوّة، وإن قصد التحفّظ من أعمال السوء! فهذا لا بأس به. انتهى «شرح الأذكار» .
(والغنيمة من كلّ برّ) - بكسر الموحدة- أي: طاعة وخير.
(والفوز بالجنّة، والنّجاة من النّار» ) ، ذكره تعليما لأمّته، لأنّه متيقّن الفوز والنجاة.
(ك) ؛ أي: أخرجه الحاكم في «المستدرك» ؛ (عن) عبد الله (بن مسعود) رضي الله تعالى عنه قال: كان من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم «اللهمّ ... الخ» .
وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم.
66- ( «اللهمّ؛ اقسم لنا) ؛ أي: اجعل لنا قسما ونصيبا (من خشيتك) ؛ أي: خوفك المقترن بالتّعظيم (ما تحول) أنت؛ أي: تحجز وتمنع (به بيننا وبين
الصفحة 502
532