كتاب منتهى السؤل على وسائل الوصول إلى شمائل الرسول (ص) (اسم الجزء: 4)

ولا مبلغ علمنا، ولا تسلّط علينا من لا يرحمنا» . (ت، ك؛ عن ابن عمر) .
67- «اللهمّ؛ أحسن عاقبتنا في الأمور كلّها، وأجرنا من خزي الدّنيا مرخّص فيه، بل مستحبّ؛ على ما صرّح به القاضي عياض، والمضرّ الانهماك.
(ولا مبلغ علمنا) - بفتح الميم واللّام، بينهما موحدة ساكنة-: وهو الغاية التي يبلغها الماشي والمحاسب فيقف عندها، أي: لا تجعلنا بحيث لا نعلم ولا نتفكّر إلا في أحوال الدنيا، بحيث تكون جميع معلوماتنا الطرق المحصّلة للدنيا، والعلوم الجالبة لها، بل اجعلنا متفكّرين في أمر العقبى، متفحّصين عن العلوم الفاخرة المتعلّقة بأمور الآخرة.
ومجمله: لا تجعل علمنا غير متجاوز عن الدنيا مقصورا عليها؛ بل اجعله متجاوزا عنها إلى الآخرة.
(ولا تسلّط علينا من لا يرحمنا» ) ؛ أي: لا تجعلنا مغلوبين للظّلمة والكفرة والفجرة، ولا تجعلهم علينا حاكمين. ويجوز حمله على ملائكة العذاب في القبر؛ أو في النار، ولا مانع من إرادة الجميع.
(ت، ك) ؛ أي: أخرجه الترمذيّ في «الدعوات» ، وقال: حديث حسن، وأخرجه الحاكم في «المستدرك» ، وقال: صحيح على شرط البخاريّ.
(عن ابن عمر) بن الخطاب رضي الله تعالى عنهما؛ قال: قلّما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم من مجلس حتّى يدعو بهذه الدّعوات. ورواه عنه أيضا النسائيّ، وفيه عبد الله بن زحر: ضعّفوه، فالحديث لأجله حسن؛ لا صحيح. انتهى «مناوي» .
67- ( «اللهمّ؛ أحسن عاقبتنا) ؛ أي: آخرة أمرنا (في الأمور كلّها) ؛ أي:
اجعل آخر كلّ عمل لنا حسنا، فإنّ الأعمال بخواتيمها.
(وأجرنا من خزي الدّنيا) ؛ أي: رزاياها ومصائبها وخدعها، وتسلّط الأعداء

الصفحة 505