كتاب منتهى السؤل على وسائل الوصول إلى شمائل الرسول (ص) (اسم الجزء: 4)

وعذاب الآخرة» . (حم، حب، ك؛ عن بسر بن أرطأة [رضي الله تعالى عنه] ) .
68- «يا وليّ الإسلام وأهله ...
وشماتتهم، (وعذاب الآخرة» ) زاد الطبرانيّ: فمن كان هذا دعاءه مات قبل أن يصيبه البلاء، وهذا من جنس استغفار الأنبياء؛ مع كونهم علموا أنّهم مغفور لهم!!
قال الشوكانيّ: هذا الدعاء من جوامع الكلم، لأنّه إذا أحسن الله تعالى عاقبة العبد في الأمور كلّها فاز في جميع أموره، ووقعت أعماله مرضيّة مقبولة، وجنّبه ما لا يرضيه، ووفّقه وسدّده وثبّته حتى تحسن عاقبة أموره.
وفي الحديث دليل على مشروعيّة سؤال الله عزّ وجلّ أن يحسّن للداعي عاقبة أموره كلّها، وأعظم الأمور وأجلّها وأهمّها: حسن خاتمة عمره، فإنّه يلقى ربّه على ما ختم له به؛ إن خيرا فخير، وإن شرّا فشرّ. انتهى.
(حم، حب، ك) ؛ أي: أخرجه الإمام أحمد في «مسنده» ، وابن حبّان وصحّحه: والحاكم في «مستدركه» وصحّحه كلهم؛ (عن بسر) - بضم الموحدة وسكون المهملة- (بن أرطاة) . قال المناوي: صوابه ابن أبي أرطاة؛ كما في «الإصابة» ، قال ابن حبّان: ومن قال: ابن أرطاة فقد وهم.
وهو قرشيّ عامريّ، مختلف في صحبته، ولّاه معاوية اليمن؛ فأفسد وعتا وتجبّر. قال ابن عساكر: له باليمن آثار غير محمودة. وقتل عبد الرحمن وقثم:
ابني عبيد الله بن عبّاس، وخلقا، حتّى من لم يبلغ الحلم؛ كولد زينب بنت فاطمة بنت عليّ كرم الله وجهه. قال يحيى بن معين: كان بسر رجل سوء، وأهل المدينة ينكرون سماعه من النّبي صلى الله عليه وسلم. انتهى ملخصا؛ ذكره المناوي.
وأخرجه الطبرانيّ في «الكبير» ، قال في «مجمع الزوائد» : وإسناد أحمد وأحد إسنادي الطبرانيّ ثقات. انتهى.
68- ( «يا وليّ) ؛ أي: يا ناصر (الإسلام وأهله؛) يا متولّي أمور العالم

الصفحة 506