كتاب منتهى السؤل على وسائل الوصول إلى شمائل الرسول (ص) (اسم الجزء: 4)

وتضع وزري، وتصلح أمري، وتطهّر قلبي، وتحصّن فرجي، وتنوّر قلبي، وتغفر لي ذنبي، وأسألك الدّرجات العلى من الجنّة.
آمين.
اللهمّ؛ إنّي أسألك أن تبارك لي في سمعي، وفي بصري، لأنّه يترتّب على ذلك مصالح؛ منها: انقياد النّاس له إلى الحقّ، ومنها: امتثال موعظته وأوامره بالخير. وقد سأل ذلك خليل الله إبراهيم عليه الصّلاة والسّلام، كما حكى الله ذلك عنه بقوله: وَاجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ (84) [الشعراء] . وقد امتنّ الله سبحانه وتعالى نبيّه صلى الله عليه وسلم؛ فقال وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ (4) [الشرح] .
(وتضع وزري) ؛ أي: تغفر ذنوبي وتعفو عن قبائحي، (وتصلح أمري) مفرد مضاف فيشمل جميع الأمور. (وتطهّر قلبي) من النّفاق، والحقد، والحسد، والكبر، وسائر الأخلاق الذميمة، لأنّ القلب إذا تطهّر أبصر الحقّ فتبعه، وعرف الباطل فاجتنبه. وعبّر ب «تطهّر» !! إشارة أنّ هذه الأخلاق الذميمة نجاسات، فما دام القلب متلطّخا بها؛ فهو متنجّس، وصلاح القلب بزوالها عنه.
(وتحصّن فرجي) ؛ أي: تحفظه من الوقوع في المحرّمات التي سببها النّظر المحرّم، (وتنوّر قلبي) ، لأنّ تنوير القلب يستلزم الهداية إلى الحقّ واتّباعه، واجتناب الباطل والنفور عنه.
(وتغفر لي ذنبي) ، لأنّ بمغفرة الذّنوب فوز العبد في الدار الآخرة.
(وأسألك الدّرجات العلى من الجنّة. آمين.
اللهمّ؛ إنّي أسألك أن تبارك لي في سمعي، وفي بصري) ، سأله أن يبارك له في سمعه وبصره!! لأنّ بالسمع تلقّي جميع المسموعات، وبالبصر إدراك جميع المبصرات، وإذا بورك له فيهما قبل الحقّ وردّ الباطل، وهكذا المباركة في الرّوح المذكور في قوله:

الصفحة 509