كتاب منتهى السؤل على وسائل الوصول إلى شمائل الرسول (ص) (اسم الجزء: 4)

وفي روحي، وفي خلقي، وفي خلقي، وفي أهلي، وفي محياي، وفي مماتي، وفي عملي، ...
(وفي روحي) ، فإنّ الرّوح إذا كانت مباركة كانت جميع الأعمال الصادرة عنها مباركة جارية على الصّواب؛ ماشية على الصّراط المستقيم. وقد يراد بالروح هنا نفس الشّخص، ليكون من عطف العامّ على الخاصّ.
(وفي خلقي) - بفتح الخاء المعجمة وإسكان اللّام-: هو جمال الصورة الظاهرة، (وفي خلقي) - بضمتين-: الصورة الباطنة في الإنسان، وإذا بورك فيهما كان سببا لجلب الخير ودفع الشرّ.
وقد ورد في حسن الأخلاق أدلّة ليس هذا موضع بسطها، ويغني عن ذلك ما وصف الله سبحانه وتعالى نبيّه صلى الله عليه وسلم بقوله وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4) [4/ القلم] . فإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم على خلق عظيم، ومدحه الله تعالى على ذلك؛ فينبغي لكلّ مقتد به أن يكون على خلق عظيم.
(وفي أهلي) ، لأنّه إذا بارك الله له في الأهل كانوا له قرّة عين، ومسرّة قلب، وجرت أموره على الصلاح والسداد، وتمسّكوا بهدي صالح العباد.
وأهل الرّجل عشيرته وذوو قرباه، ومنه قوله تعالى فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ أَهْلِها [35/ النساء] . ومن المجاز «الأهل للرّجل» : زوجته، ويدخل فيه الأولاد، ولا مانع من إرادة هذه المعاني.
وقال الراغب- وتبعه المناوي-: أهل الرجل من يجمعه وإيّاهم نسب أو دين، أو ما يجري مجراهما؛ من صناعة وبيت وبلد، فأهل الرجل من يجمعه وإيّاهم مسكن واحد، ثمّ تجوّز فقيل: أهل بيته من يجمعه وإياهم نسب أو ما ذكر، وتعورف في أسرة النّبيّ صلى الله عليه وسلم مطلقا.
(وفي محياي؛ وفي مماتي) ، لأنّ من بورك له فيهما فاز بخيري الدنيا والآخرة. (وفي عملي) ، لأنّ العمل إذا بورك فيه تكاثر ثوابه، وتضاعف أجره.

الصفحة 510