كتاب منتهى السؤل على وسائل الوصول إلى شمائل الرسول (ص) (اسم الجزء: 4)

وعدد قطر الأمطار، وعدد ورق الأشجار، وعدد ما أظلم عليه اللّيل وأشرق عليه النّهار، ...
(و) يعلم (عدد قطر الأمطار) ؛ أي: قطراتها النازلة من السماء، فوق الجبال والبحار، والبراري والقفار وغيرها. والقطر: جمع قطرة- على ما في «الصحاح» - والأصحّ: أنّه اسم جنس جمعيّ يفرّق بينه وبين مفرده بالتاء، واحده قطرة.
(و) يعلم (عدد ورق) : اسم جنس جمعيّ؛ واحده ورقة. (الأشجار) والنبات والأزهار، والأشجار: جمع شجر، وواحد الشجر شجرة: وهي ما له ساق من نبات الأرض.
(و) يعلم (عدد ما أظلم) فعل لازم (عليه اللّيل) : هو من غروب الشمس إلى طلوع الفجر، وقيل: إلى طلوع الشمس، وأظلم اللّيل: اشتدّ ظلامه، وعدد ما أظلم عليه، أي: عدد ما اشتمل عليه ظلامه، أو اشتمل عليه بظلامه.
(وأشرق) فعل لازم (عليه النّهار) : هو عند العرب من طلوع الفجر إلى غروب الشّمس، وقيل: من طلوع الشّمس، واليوم من طلوع الفجر، ومعنى أشرق عليه النهار: اشتمل عليه بنوره وإسناد الإشراق إلى النّهار مجازيّ؛ من باب الإسناد إلى الزمان، وهو في الحقيقة للشّمس.
والواو في «أشرق» : الأقرب أنّها بمعنى «أو» ، فيعمّ ما بقي حتى اشتمل عليه اللّيل والنهار معا، وما اشتمل عليه أحدهما فقط؛
1- كالأجرام التي لا توجد في أحدهما وتعدم فيه.
و2- كالأغراض ولا سيّما على القول بأنّ العرض لا يبقى زمانين، وهذا هو المناسب للمقام.
و3- المعدودات التي يمرّ عليها اللّيل والنهار: هي الموجودات التي في عالم الملك، وهي جميع هذا العالم الكائن بالأرض؛ من حيوان وجماد، لأنّ اللّيل والنّهار إنّما يجريان بالأرض.

الصفحة 513