كتاب منتهى السؤل على وسائل الوصول إلى شمائل الرسول (ص) (اسم الجزء: 4)

(طب؛ عن أنس) .
هو وقت الظّفر بالرحمة الواسعة، والفوز بما لا خير يساويه، ولا نعمة تضاهيه.
وكون ذلك اليوم خير أيّامه يستلزمه أن يكون ينال فيه ما يرجوه ويظفر بما يطلبه، لأنّه لو لم يحصل له ذلك لم يكن خير أيّامه.
وقد سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الدعاء وقرّره؛ فكان الدعاء به من السّنّة، وقد تقرّر أنّ السنّة قوله صلى الله عليه وسلم وفعله وتقريره.
(طب) ؛ أي: أخرجه الطبرانيّ في «الكبير» ؛ (عن أنس) رضي الله تعالى عنه قال: إنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم مرّ بأعرابيّ؛ وهو يدعو في صلاته، وهو يقول: يا من لا تراه العيون ... إلى آخر الدعاء.
قال أنس: فوكل رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأعرابيّ رجلا؛ فقال: «إذا صلّى فأتني به» ، فلمّا صلّى أتاه الأعرابيّ- وقد كان أهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم ذهب من بعض المعادن-، فلمّا أتاه الأعرابيّ وهب له الذهب، وقال: «ممّن أنت؛ يا أعرابيّ؟!» قال: من بني عامر بن صعصعة؛ يا رسول الله. قال:
«يا أعرابيّ؛ هل تدري لم وهبت لك الذّهب!؟» قال: للرّحم بيننا وبينك، قال: «إنّ للرّحم حقّا، ولكن وهبت لك الذّهب لحسن ثنائك على الله تعالى» .
قال في «مجمع الزوائد» : رواه الطبرانيّ في «الأوسط» ، ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن الأذرمي: وهو ثقة. انتهى.
وفي «حياة الحيوان» للكمال الدّميري رحمه الله تعالى:
فائدة: روى ابن بشكوال بسنده إلى أحمد بن محمد العطّار؛ عن أبيه قال:
كان لنا جار فأسر، وأقام في الأسر عشرين سنة؛ وأيس أن يرى أهله. قال:
فبينما أنا ذات ليلة أفكّر فيمن خلّفت من صبياني وأبكي؛ وإذا أنا بطائر سقط فوق حائط السّجن يدعو بهذا الدعاء!. قال: فتعلّمته من الطائر، ثمّ دعوت الله به ثلاث ليال متتابعات، ثمّ نمت، فما استيقظت؛ إلّا وأنا في بلدي فوق سطح داري. قال:

الصفحة 515