كتاب منتهى السؤل على وسائل الوصول إلى شمائل الرسول (ص) (اسم الجزء: 4)
وصلّى الله على نبيّنا محمّد.. كلّما ذكره الذّاكرون، وغفل عن ذكره الغافلون.
السادس: التضرّع والخشوع والرهبة.
السابع: أن يجزم بالطلب، ويوقن بالإجابة ويصدّق رجاءه فيها.
الثامن: أن يلحّ في الدعاء، ويكرّره ثلاثا، ولا يستبطىء الإجابة.
التاسع: أن يفتتح الدعاء بذكر الله تعالى، أي: وبالصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الحمد لله تعالى والثناء عليه، ويختمه بذلك كلّه أيضا.
العاشر: - وهو أهمّها؛ والأصل في الإجابة- هو التوبة، وردّ المظالم، والإقبال على الله تعالى. انتهى. والله أعلم.
(وصلّى الله على نبيّنا) ، الصلاة منه: رحمة مقرونة بتعظيم، ولفظها مختصّ بالمعصوم؛ من نبي وملك تعظيما لهم، وتمييزا لمراتبهم عن غيرهم.
(محمّد) : علم منقول من اسم المفعول المضعّف، سمّي به نبيّنا صلى الله عليه وسلم- مع أنّه لم يؤلف قبل أوان ظهوره- بإلهام من الله لجدّه عبد المطلب!! إشارة إلى كثرة خصاله المحمودة، ورجاء أن يحمده أهل الأرض والسماء، وقد حقّق الله تعالى رجاءه.
قيل: وكما اشتملت ذاته على كمال سائر الأنبياء والمرسلين اشتمل اسمه الشريف بحساب الجمّل على عدّة الرسل؛ بناء على أنّهم ثلثمائة وأربعة عشر.
(كلّما) : ظرف زمان، وسرت الظرفية إلى «كلّ» !! لإضافته إلى «ما» المصدريّة الظرفية؛ أي: كل وقت.
(ذكره الذّاكرون) ذكرا لسانيا، بأن أجروا اسمه الشريف على ألسنتهم في الصلاة عليه، أو الحكاية عنه، أو غير ذلك. ويحتمل: ذكره الذاكرون ذكرا قلبيا؛ وهو الاستحضار، والأوّل هو المتبادر.
(وغفل عن ذكره الغافلون) . وقوله: «عن ذكره» : يعيّن أنّ المراد الذّكر
الصفحة 519
532