كتاب منتهى السؤل على وسائل الوصول إلى شمائل الرسول (ص) (اسم الجزء: 4)

والحمد لله ربّ العالمين على جميع نعمه، ما علمت منها وما لم أعلم، ولا سيّما نعمة ...
انتهى الغرض من كلام صاحب «المواهب» .
وقال البوصيري رحمه الله تعالى:
والمرء في ميزانه أتباعه ... فاقدر إذن قدر النّبيّ محمّد!!
(والحمد) ؛ أي: الوصف بالجميل ثابت (لله ربّ) : مالك (العالمين) :
الأنس والجنّ والملائكة وغيرهم.
(على جميع نعمه؛ ما علمت منها، وما لم أعلم، ولا سيّما نعمة) - ذكروا في الاسم الواقع بعد «لا سيّما» : جواز الرّفع والنّصب والجرّ؛ إن كان نكرة، أمّا إن كان معرفة- كما هنا-! فيجوز رفعه وجرّه، ولا يجوز نصبه.
وتوجيه ذلك: أنّ «لا» : عاملة عمل «إنّ» و «سيّ» : بمعنى؛ مثل:
اسمها، وخبرها محذوف؛ أي: موجود، و «ما» : اسم موصول بمعنى «الذي» مضاف إلى «سيّ» ، أو نكرة موصوفة، والاسم المرفوع بعد «سيّما» :
خبر لمبتدأ محذوف، والتقدير لا مثل الذي هو نعمة الإيمان والإسلام ... الخ، أو لا مثل شيء هو نعمة الإيمان والإسلام، فالجملة صلة؛ أو صفة.
وأمّا على جرّ ما بعد «سيّما» - سواء كان معرفة؛ أو نكرة-!! فتكون «ما» :
زائدة، و «سيّ» مضاف إلى ما بعده، ولكون «سيّ» بمعنى مثل؛ لا تتعرّف بالإضافة صحّ عمل «لا» فيها، والجرّ أرجح من الرفع، لما في الرفع من حذف صدر الصّلة بلا طول وفتحة «سيّ» إعراب، لأنّها مضافة.
وأمّا النصب! فلا يجوز، إلّا إن كان ما بعد «سيّما» نكرة، لأنّه على التمييز، والتمييز لا يكون إلّا نكرة، وحينئذ تكون «ما» كافّة عن الإضافة، والفتحة في «سيّ» فتحة بناء مثلها في «لا رجل» ، وأمّا نصب المعرفة! فمنعه الجمهور.

الصفحة 523