كتاب منتهى السؤل على وسائل الوصول إلى شمائل الرسول (ص) (اسم الجزء: 4)

وتوفيقه لجمع هذا الكتاب.
وأسأله سبحانه أن ينفعني به ...
وإنّما ذكرهما المؤلّف معا!؟ اعتبارا بحقيقتهما ومفهومهما، لأنّه في مقام الحمد، وهو مقام بسط وإطناب وإكثار من عدّ النّعم، ولا شكّ أنّهما باعتبار المفهوم متغايران، وكذا باعتبار ما يفسّر به الإسلام، لأنّ نعمة التصديق محلّها القلب، ونعمة الإقرار والأعمال الصالحات محلّها الجوارح، فهي متعددة ضرورة.
على أنّ الإيمان شرعا يقال بالاشتراك «1» ؛
1- فتارة يطلق ويراد به العمل القلبيّ بمجرّده.
و2- تارة يطلق عليه مع الإقرار باللّسان، وهو: إمّا شطر منه؛ أو شرط فيه!!
و3- تارة يطلق على سائر الطاعات؛ بدنيّة أو قلبيّة.
والحاصل: أنّه قد يطلق على ما هو الأساس في النّجاة والشّرط في مطلق السعادة، وعلى الكمال المنجي بالأخلاق الذي هو شرط في كمال السعادة.
والإسلام له إطلاقات: أحدها: على مجموع الدين؛ وهو: ما يعمّ المقامات الثلاثة من الظاهر والباطن والإحسان في ذلك.
والآخر: على جزئه؛ وهو المتقدّم الذكر، وهو أيضا له:
مفهوم: وهو الخضوع والانقياد والاستسلام.
ومظهر: وهو عمل الجوارح. فأتى المؤلّف باللّفظين!! ليشملها بجميع الإطلاقات، ويعم الظاهر والباطن. والله أعلم.
(و) نعمة (توفيقه) ؛ أي: إلهامه وإقداره (لجمع) ؛ أي: تأليف (هذا الكتاب) وبقصد قارئه جمعه له قراءة.
(وأسأله سبحانه أن ينفعني به) بأن يثيا بني على جمعه، ويوفّقني للعمل بما فيه.
__________
(1) يعني: لفظ مشترك بين معان متعددة.

الصفحة 525