كتاب منتهى السؤل على وسائل الوصول إلى شمائل الرسول (ص) (اسم الجزء: 4)

وكلّ من نظر فيه من المسلمين نفعا عظيما، يصاحبنا في الدّنيا، ويلازمنا في البرزخ، ولا يفارقنا يوم الدّين؛ بجاه خير الوسائل إليه، وأقرب المقرّبين لديه، حبيبه الأكرم، ...
(و) ينفع به (كلّ من نظر فيه من المسلمين) بالمطالعة والدراسة؛ (نفعا عظيما يصاحبنا في الدّنيا) : بأن نعمل بما اشتمل عليه؛ ونتخلّق بما فيه، (ويلازمنا في البرزخ) ؛ وهو: ما بين الدنيا والآخرة قبل الحشر، من وقت الموت إلى القيامة، ومن مات فقد دخله.
والمراد بملازمته في البرزخ: حصول الثّواب لمؤلّف الكتاب والنّاظر فيه، ومؤانسته لهما مدّة مقامهما في البرزخ، ولا يزال مصاحبا لهما حتّى يكون سببا لحلولهما في دار النّعيم، كما قال:
(ولا يفارقنا يوم الدّين) ؛ أي: يوم الجزاء، وهو يوم القيامة.
(بجاه) الباء- في هذا ونحوه- تشبه أنّها للاستعانة.
والجاه: هو القدر والمنزلة والحرمة.
(خير الوسائل [إليه] ) ؛ أي: خير من يتوسّل به ويتقرّب به إلى الله تعالى، فمن توسّل به إلى الله كان أسرع في نيل مطلوبه والظفر بمرغوبه.
(وأقرب المقرّبين لديه) ؛ أي: عنده (حبيبه الأكرم) على الله من جميع المخلوقات؛ فيدخل الملائكة.
والإجماع على أنّه صلى الله عليه وسلم أفضل من الملائكة، وإن اختلف في التّفاضل بين الأنبياء والملائكة، فقد صرّحوا بأنّه صلى الله عليه وسلم خارج من الخلاف، وأنّه أفضل الخلق عموما.
وأفضل الخلق على الإطلاق ... نبيّنا فمل عن الشّقاق

الصفحة 526