كتاب المآخذ على شراح ديوان أبي الطيب المتنبي (اسم الجزء: 4)
قال: ليس عندي في هذا البيت مدح له بل لو قال: الكرماء لكان مدحا.
وأقول: إن هذا البيت موطئ لما بعده وهو قوله: الكامل
وَنَدِيمُهُمْ وبه عَرَفْنَا فَضْلَهُ ... وبِضِدِّهَا تَتَبَيَّنُ الأشْيَاءُ
فلو قال: الكرماء لفسد المعنى.
وقوله: الكامل
ولك الزَّمَانُ من الزَّمَانِ وقَايةٌ ... ولك الحِمَامُ مِن الحِمَامِ فِداءُ
قال: دعا له أن يهلك الزمان قبله وأن يموت الموت.
وأقول: إنه دعا له أن يقيه الزمان من نفسه بنفسه، وان يفديه الحمام من نفسه بنفسه، فهذه العبارة أحسن وأسلم وأشبه بلفظ البيت من غير ان يتعرض لذكر لفظ
الهلاك قبل الزمان أو بعده.