كتاب المآخذ على شراح ديوان أبي الطيب المتنبي (اسم الجزء: 4)

وقوله: الطويل
وكَمْ لكَ جَدّاً لم تَرَ العَيْنُ وَجْهَهُ ... فَلَمْ تَجْرِ في آثارِهِ بِغُرُوبِ
قال: قال ابن جني: إذا لم تعاين الشيء لم تعتدد به في أكثر الأحوال فلذلك ينبغي أن تتسلى عن (يماك) لأنه قد غاب عن عينك كما لم تحزن لأجدادك الذين لم ترهم.
وقال: إن كان المتنبي أراد هذا المعنى فقد اخطأ لأنه لمير أجداده، وهو فقد يماك بعد رؤيته.
وأقول: إنه رد قول ابن جني ولم يذكر المعنى، وهو إنه أراد تسليته فقال: كم لك جدا فقد عن بعد لم تكبه فاجعل هذا الذي فقد عن قرب بمنزلته لأنه قد شاركه في الفقد، ولا فرق في ذلك بين البعيد والقريب.
وقوله: الطويل
فَحُبُّ الجَبَان النَّفْسَ أوْرَدَهُ التُّقَى ... وحُبُّ الشُّجَاعِ النَّفْسَ أوْرَدَهُ الحَرْبَا

الصفحة 54