كتاب المآخذ على شراح ديوان أبي الطيب المتنبي (اسم الجزء: 4)

قال: عظّم شأن درعه وحقّر شان الرماح على كثرتها فيها، وفي هذا من الهجو، بضعف الطعن، ما فيه.
وأقول: هذه صفة حال وقعت، فيها ذم لابن شمشقيق بتولية الدبر وطعنه في ظهره، وإن كان فيها ضعف طعن من لحقه من أصحاب سيف الدولة، فالمقصود إنما هو الأول لا الثاني. على إنه يمكن أن يعتذر لهم بأن درعه كانت، لإحكام نسجها، ملساء كالصفيحة فهي تزلق الأسنة فلا تتمكن منها بالطعن فلا يدل على ضعفه.
وقوله: الطويل
بِعَزْمٍ يَسِيرُ الجِسْمُ في السَّرْجِ رَاكِباً ... به ويَسِيرُ القلبُ في الجِسْمِ مَاشِيَا
قال: يصف قوة العزم على السير. والهاء في (به) تعود على العزم؛ أي: كأن
الجسم، وهو مقيم في السرج، وكأن القلب، وهو مقيم في الجسم، يسبق الجسم.
وأقول: إن هذا ليس بشيء! وهو قول الواحدي. والصحيح قول الشيخ أبي زكريا؛

الصفحة 62