كتاب المآخذ على شراح ديوان أبي الطيب المتنبي (اسم الجزء: 4)

قال: يصف عزمه بالمضاء والشدة؛ أي إنه عزم على أمر عظيم، فالراكب، وإن كان جسمه في سرج، فكأن قلبه ماش في جسده لأنه في مشقة وتعب لعظم ما يهم به. وهذا المعنى، قبل إن انظر كلام التبريزي، لمحته بعين الفكر وحققته ثم رايته له بعد ذلك فأثبته.
وقوله: البسيط
لا تَجْزِنِي بِضَنىً بي بَعْدَهَا بَقَرٌ ... تَجْزِي دُمُوعِيَ مَسْكُوباً بِمَسْكُوبِ
ذكر معنى البيت نقلا عن غيره، وقال في قوله:
. . . . . . ... تَجْزي دُمُوعِيَ مَسْكوباً. . . . . .
إن مسكوبا بدل من دموعي ولا يحسن الحال هاهنا.
وأقول: ليس كذلك بل هو مفعول ثان، وذلك أن جزى يتعدى إلى مفعولين؛ يقال: جزى الله زيدا خيرا؛ قال المساور بن هند: الطويل
جَزَى اللَّهُ خيراً غَالباً من عَشِيرةٍ ... إذا حَدَثَانُ الدَّهْرِ نَابَتْ نَوائِبُهْ

الصفحة 63