كتاب المآخذ على شراح ديوان أبي الطيب المتنبي (اسم الجزء: 4)

وقال المعذل: الطويل
جَزَى اللَّهُ فِتْيَانَ العَتِيكِ وإنْ نَأتْ ... بِي الدَّارُ عنهم خَيْرَ ما كانَ جَازِيَا
وقوله: لا تحسن الحال هاهنا.
فأقول: لا تحسن على أن تقتصر على أحد المفعولين، وتكون حكاية حال متعدية، وإن كان دموعي جمعا، ومسكوبا واحدا، وذلك كما تقول: لقيت القوم فارسا بفارس وراجلا براجل.
وقوله: الطويل
وبي ما يَذُودُ الشِّعْرَ عنِّي أقَلُّهُ ... ولكنَّ قَلْبِي يا ابنَةَ القومِ قُلَّبُ
قال: يقول: عندي هموم يصرف الشعر اقلها لولا أن قلبي كثير التقلب لا يموت خاطره.
وهذا ليس بشيء!
وأقول: إن قوله: قلب أي: ثابت عند الحوادث غير مسلوب الحيلة، من قولهم: فلان قلب حول، وهو الذي يقلب الأمور ويحتال لها.

الصفحة 64