كتاب المآخذ على شراح ديوان أبي الطيب المتنبي (اسم الجزء: 4)

وقوله: الطويل
ثناهُمْ وَبَرْقُ البِيضِ في البَيضِ صَادِقٌ ... عليهِمْ، وبَرْقُ البَيضِ في البِيضِ خُلَّبُ
قال: صادق: مؤثر، وخلب: لا اثر له؛ هذه تبرق وتسيل الدماء، وهذه تبرق ولا تسيل دما.
وأقول: وهذا الذي ذكره لا يتحصل به كثير فائدة!
والمعنى: أنه استعار للبيض والبيض برقين لصقالهما وصفائهما، وجعل برق البيض في البيض صادقا لتأثير السيوف فيها بالقطع ووصولها إلى الرؤوس باراقة الدماء. وجعل برق البيض في البيض خلبا لكونها لم تؤثر في السيوف بالرد والتثليم، لأن برق البيض إنما كان صادقا بتأثير القطع، وفي هذا وصف سيوف الممدوح بالمضاء وقوة الضرب، ووصف بيض أعدائه بعدم الغناء في رد السيوف والوفاء.
وقوله: الطويل
فنالَ حَيَاةً يشتَهِيهَا عَدُوُّهُ ... وموتاً يُشَهِّي المَوْتَ كُلَّ جَبَانِ
قال: يريد إنه مات موتا وحيا لم يعذب قبله بآلام العلل.

الصفحة 65