كتاب المآخذ على شراح ديوان أبي الطيب المتنبي (اسم الجزء: 4)

قال: كان يظن في شبيب الوفاء فظهر غدره بكافور، فقال: من يغتر بوفائه بعده وهو الذي كان أخا لأصح الناس وفاء؟ كان هو وأوفى الناس سواء.
وأقول: إنه ظن أن قوله:
. . . . . . ... شَبِيبٌ وأوْفَى من تَرَى أخَوَانِ
إنه إخبار عن حاله التي كان عليها قبل الغدر وإنه مدح له وليس كذلك. وإنما ذلك إخبار بما تبين عن قبح غدره، وإن أوفى الناس، أي: اشد الناس وفاء، هو وشبيب اليوم إخوان في قبح الغدر. يريد أن الزمان قد فسد، فلا يوثق اليوم بأحد.
وقوله: الوافر
ومَنْ يَجِدُ الطَّرِيقَ إلى المَعَالي ... فلا يَذَرُ المَطِيَّ بلا سَنَامِ
قال: تعجب ممن له نفاذ وعزيمة، ويجد طريقا إلى المعالي ولا يسري إليها سرى يقطع أسنمة الإبل.
وأقول: هذا التفسير على أن ومن معطوف على لمن قبله، وليس كذلك. ولو أراد العطف على البيت الأول لكان ينبغي أن يكون قوله: ولا يذر بالواو لا بالفاء حملا
على البيت الأول وهو: الوافر

الصفحة 67