كتاب المآخذ على شراح ديوان أبي الطيب المتنبي (اسم الجزء: 4)

عَجِبْتُ لِمَنْ له قَدٌّ وَحَدٌّ ... ويَنْبُو نَبْوَةَ القَضِمِ الكَهَامِ
ويكون ينبو بالنصب لان الواو للجمع. وكذلك قوله:
ومَنْ يَجِدِ الطَّرِيقَ إلى المَعَالي ... فلا يَذَرُ المَطِيَّ بلا سَنَامِ
وقد ذكرت في قوله: ومن يجد أن من للشرط، ويجد مجزوم بها، والفاء في فلا يذر جواب الشرط، وبينت فيه معنى حسنا، فليتأمل في شرح التبريزي.
وقوله: الوافر
وَمَلَّنِيَ الفِراشُ وكانَ جَنْبِي ... يَمَلُّ لقاَءهُ في كُلِّ عامِ
قال: يعني أن مرضه طال حتى مله الفراش، وقد كان كثير الأسفار والنقل المانعة جنبه من لقاء الفراش في العام مرة.
وأقول: إن تخصيصه المرة ليس بشيء! لأنه يحتمل أن يكون أكثر من مرة. وقوله قول الواحدي.
وعندي أن المعنى غير ذلك، وهو أن الفراش مله لطول مرضه العام، وكان في كل عام يمل هو الفراش في مقامه ودعته بسبب قصده الأسفار؛ يقول: انعكست عليَّ القضية فبدلت بالصحة سقما وبالقوة ضعفا.
وقوله: الوافر
إذا مَا فَارَقَتْني غَسَّلَتني ... كأنَّا عاكِفَانِ على حَرَامِ

الصفحة 68