كتاب المآخذ على شراح ديوان أبي الطيب المتنبي (اسم الجزء: 4)

والعمل الذي يتولاه لسعة بلده. وهذا يكون عند انصرافه عن ابن العميد، وفي هذا تعظيم له وإغراق، وهو مثل قوله في بني عبد العزيز: الكامل
. . . . . . ... ولكلِّ رَكْبٍ عِيسُهُمْ والفَدْفَدُ
أي: العيس التي يركبونها إليهم لهم، وكذلك الفلاة التي يسيرون فيها إليهم.
وقوله: الخفيف
أنَا مِنْ أصْيَدِ البُزاةِ ولكنْ ... نَ أجَلَّ النُّجومِ لا أصْطَادُهْ
قال: قال ابن جني: لو استوى أن يقول: أعلى النجوم كان أليق. وليس هذا بشيء! لأنه جعل الممدوح نجما في علو القدر، ثم انظر إلى جلالة قدره في الرئاسة.
فيقال لابن جني: كان يستوي له أن يقول: ولكني أعلى النجوم، فيزيد ياء، ولا يفوت أبا الطيب ذلك لو رآه صوابا، ولو قال ذلك لدخل عليه نجوم كالسها وما أشبهه، ولكنه أراد بأجلّ النجوم الشمس، وهي أشرف الكواكب وأعظمها وأضوؤها، وهذا التفسير لم أجده لأحد سواي.

الصفحة 76