كتاب المآخذ على شراح ديوان أبي الطيب المتنبي (اسم الجزء: 4)

وقوله: المنسرح
ودَارتِ النَّيِّراتُ في فَلَكٍ ... تَسْجُدُ أقْمَارُهَا لأبْهَاهَا
قال: يريد بالنيرات ملوك الدنيا إذا اجتمعوا في زمن واحد. وأراد بأبهاها عضد الدولة.
وأقول: قال الشيخ أبو الفتح، وهو الصحيح: شبّه الجيوش لمّا اختلط بعضها ببعض بفلك تدور فيه نجومه، وشبّه ملوك الجيوش بالأقمار، وشبّه عضد الدولة بالشمس لأنه أشرفهم وأشهرهم، والهاء في أبهاها عائدة على الأقمار. ومعنى تسجد تذل وتخضع.
وقوله: المنسرح
النَّاسُ كالعَابدين آلِهَةً ... وعَبْدُهُ كالمُوَحِّدِ اللاَّها
قال: أي: من التجأ إلى غيره لم يجد عنده ما يغنيه عن سواه، فهو يرجو هذا وهذا، ومن التجأ إليه كفاه وأغناه عمن سواه، فكأنه موحد لله لا يرجو الرزق من غيره.
وأقول: هذا قول ابن جني، والأولى غيره؛ أي: الناس الذين هم في دين غيره ضلال، والذين هم في دينه وطاعته مهتدون، وضرب لذلك مثلا بالشرك والتوحيد.

الصفحة 81