كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 4)

وفيه: أن من حسن الأدب لمن مشى مع معلمه أو رئيسه ألا ينصرف عنه ولا يفارقه حَتَّى يعلمه بذلك، ألا ترى قوله - صلى الله عليه وسلم - لأبي هريرة حين انصرف إليه: "أَيْنَ كُنْتَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟ " فدل ذلك على أنه - صلى الله عليه وسلم - استحب له ألا يفارقه حَتَّى ينصرف معه، وأخذُه - صلى الله عليه وسلم - بيد أبي هريرة دال على طهارة بدن الجنب.
فائدة:
الرحل المذكور في حديث أبي هريرة: المنزل والمأوى، مأخوذ من رحل البعير الذي يقعد عليه على الدابة.
فائدة أخرى:
قوله: ("يَا أَبَا هِرٍّ؟ ") هو ترخيم هريرة.
فائدة ثالثة:
عياش شيخ البخاري في حديث أبي هريرة -هو بالمثناة تحت وشين معجمة في آخره - هو ابن الوليد أبو الوليد البصري (¬1).
¬__________
(¬1) أبو الوليد عياش بن الوليد الرَّقّام القطان، البصري. قال أبو حاتم: هو من الثقات.
وقال أبو داود: صدوق.
وذكره ابن حبان في كتاب "الثقات". مات سنة ست وعشرين ومائتين.
انظر: "التاريخ الكبير" 7/ 48 (216)، "الجرح والتعديل" 7/ 6 (30)، "الثقات" 8/ 509، "تهذيب الكمال" 22/ 562 (4603).

الصفحة 651